افريقيا تحتفل بيومها العالمي في ظل تحديات كبرى
ليبيا 21: تحتفل الشعوب الإفريقية والعالم أجمع اليوم الخميس ب”يوم إفريقيا العالمي”، المصادف هذه السنة للذكرى الـ 60 لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في 25 مايو 1963 (الاتحاد الإفريقي حاليا)، وسط تنامي التحديات في القارة السمراء على غرار الأمن والتنمية وغيرها من الملفات التي تستدعي مزيدا من الجهود والتعاون لتحقيق أهداف التكتل الاستراتيجية.
يوافق 25 مايو من كل عام الاحتفال بيوم أفريقيا، والذي يوثق ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، وتحتفل القارة اليوم بالذكرى الـ60 على تأسيس المنظمة، عندما أنشأ ثلاثين رئيس دولة إفريقية، والتي تحولت في ما بعد إلى الاتحاد الإفريقي.
وظلت المنظمة مستمرة حتى تحولت في 26 مايو 2002، إلى الاتحاد الأفريقي الحالي، والتي سعت إلى تحقيق روح الوحدة الإفريقية، والهوية الثقافية والقيم المشتركة.
وعُقد المؤتمر الأول للدول الأفريقية المستقلة في أكرا في جمهورية غانا في 15 أبريل 1958، حيث عقده رئيس وزراء غانا الدكتور كوامي نكروما، وضم ممثلين من مصر والعديد من الدول الأفريقية منها إثيوبيا وليبيريا وليبيا والمغرب والسودان وتونس.
ودعا المؤتمر إلى تأسيس يوم الحرية الإفريقي، ثم بعد خمس سنوات في 25 مايو 1963، اجتمع قادة 30 دولة إفريقية من 32 دولة مستقلة من بينها مصر في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، ووقعوا على الميثاق التأسيسي لمنظمة الوحدة الإفريقية، كأول مؤسسة قارية في إفريقيا بعد الاستقلال بهدف أولي هو تشجيع إنهاء الاستعمار في أنغولا وموزمبيق وجنوب إفريقيا وروديسيا الجنوبية وفي أعقاب ذلك استضافت القاهرة أول قمة إفريقية في يوليو 1964.
وتغير اسم يوم الحرية الأفريقي إلى يوم تحرير إفريقيا، ومع استبدال المنظمة إلى الاتحاد الأفريقي في عام 2002، استمر الاحتفال بهذا اليوم الذي أعيدت تسميته بيوم إفريقيا في 25 مايو كذكرى تشكيل منظمة الوحدة الإفريقية.
كانت منظمة الوحدة الأفريقية تجسيدًا لرؤية عموم إفريقيا لإفريقيا متحدة وحرة وتتحكم في مصيرها، وقد تم تكريس ذلك في ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية الذي أقر فيه الآباء المؤسسون بأن الحرية والمساواة والعدالة والكرامة ضرورية أهداف لتحقيق التطلعات المشروعة للشعوب الأفريقية وأن هناك حاجة لتعزيز التفاهم بين الشعوب الأفريقية وتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية استجابة لتطلعات الأفارقة للأخوة والتضامن.
وكانت الأهداف الرئيسية لمنظمة الوحدة الأفريقية هي تخليص القارة من بقايا الاستعمار والفصل العنصري المتبقية، لتعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية؛ تنسيق وتكثيف التعاون من أجل التنمية؛ وحماية سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية وتعزيز التعاون الدولي.
في 9/9/1999 أصدر رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الأفريقية (OAU) إعلان سرت الذي يدعو إلى إنشاء اتحاد أفريقي بهدف تسريع عملية التكامل في القارة لتمكين أفريقيا من تلعب دورها الصحيح في الاقتصاد العالمي في الوقت الذي تعالج فيه المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية متعددة الأوجه والتي تفاقمت بسبب بعض الجوانب السلبية للعولمة، وبالفعل تم إطلاق الاتحاد الأفريقي رسميًا في يوليو 2002 في ديربان، جنوب إفريقيا.
وأصبح الاتحاد الأفريقى، اتحاد دولى يتألف حاليا من 55 دولة إفريقية، وتعتبر مدينة أديس أبابا العاصمة الإدارية والمقر الرئيسي للاتحاد، ويتناوب على رئاسته كل الدول الأفريقية لمدة عام، بعد تصويت الدول الأعضاء.
و اذا كان “يوم افريقيا” يرمز الى نضال القارة الافريقية قاطبة من أجل التحرر من الاستعمار، و الى تصميم شعوبها على تحرير نفسها من سيطرة واستغلال الأجانب، فإن عديد الدول وجدت نفسها بعد سنوات من الانعتاق من المستعمر، أمام تحديات جديدة أبرزها اندلاع نزاعات مسلحة و الارهاب والتنمية و الامن الغذائي، استفحلت في القارة السمراء أكثر من غيرها مقارنة مع باقي قارات المعمورة، حسب المراقبين.
فمن الصومال الى جمهورية الكونغو الديمقراطية مرورا ببوركينافاسو والنيجر ومالي وآخرها السودان، تعيش شعوب هذه الدول حاليا على وقع الصراعات المسلحة أو عمليات ارهابية دامية أثقلت كاهلها وأجبرت الآلاف على النزوح والتشرد، فضلا عن ما خلفه ذلك من أزمات انسانية خانقة.
كما يعتبر مشكل أزمة الغذاء الحادة أحد التحديات الكبرى في القارة السمراء، اذ كشفت الأزمة الصحية العالمية لكوفيد-19 بشكل كبير عن الضعف الاقتصادي للعديد من البلدان الافريقية ونقاط الضعف في نظمها الصحية والغذائية، وفقا لموقع “افريقيا بيزنس”، وذلك على الرغم من امتلاك افريقيا نسبة 65% من الأراضي الزراعية الموجودة في العالم، حسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويرجع الخبراء هذا الخلل وأسباب عدم قدرة افريقيا على تحقيق التنمية الاقتصادية، الى “مشكلة عدم الاستقرار، فضلا عن كون إفريقيا أرضية لتنافس استراتيجي دولي حول الموارد والأسواق وغيرها”.
وأمام هذه الأزمات، فإن العديد من الاطراف الافريقية والدولية نادت بجعل افريقيا “مكانا أكثر ازدهارا وسلاما وصحة، وأكثر انصافا للجميع” وهو الموقف الذي تبنته الجزائر انطلاقا من انتمائها الافريقي وفي إطار اهتمامها ومساعيها لتنفيذ رؤيتها الهادفة الى الانفتاح على القارة الافريقية، ومد جسور التعاون والتكامل بين دولها، وصولا لتنفيذ طموحات أجندة الاتحاد الافريقي 2063 في الوصول إلى تحقيق الوحدة المنشودة.