الجيش الليبي ينفي تدخله في الصراع السوداني

الخرطوم – نفت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية التي يقودها المشير خليفة حفتر اليوم الخميس تقديم الدعم لطرف ضد الآخر من طرفي الصراع الدائر في السودان في خضم تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وحديث عن تهم متبادلة بشان تلقي الجانبين دعما عسكريا من جهات أجنبية.
وقال أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي في بيان “تنفي القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية نفيا قاطعا… تقديم الدعم لطرف ضد الطرف الآخر في السودان”.
وأضاف أن القوات المسلحة الليبية “تقوم حاليا بإجراء الاتصالات العاجلة مع الأطراف المعنية، وبأننا مستعدين للقيام بدور الوساطة بين الأشقاء في السودان لوقف القتال”.
وأطلق كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات متبادلة بتلقي مساعدات ودعم عسكري من جهات خارجية من بينها دول مجاورة دون تحديدها.
واتهمت بعض وسائل الإعلام الموالية للإسلاميين دون دليل الجيش الوطني الليبي بتوجيه دعم عسكري لقوات الدعم السريع في محاولة لتأجيج الوضع.
وتتواصل الخروقات بحق الهدنة التي أطلقها طرفا الصراع حيث تجددت الاشتباكات في العاصمة الخرطوم، فجر الخميس مع محاولة الكثيرين الفرار من المدينة مع اقتراب عيد الفطر.
ودوت أصوات انفجارات في محيط مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، مع تصاعد لأعمدة الدخان جراء اشتباكات، بحسب ما أفاد به شهود عيان.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين الخميس بمدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان (وسط) حيث افاد شهود عيان أن الاشتباكات العنيفة اندلعت في السوق الكبير بالمدينة، ومحيط الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش.
ولليوم السادس على التوالي، يشهد السودان الخميس اشتباكات بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع” بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلوا (حميدتي).
وقالت قوات الدعم السريع في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على الفايسبوك الخميس ان الجيش “هاجم قواته المتمركزة في غرب أمدرمان، لكن القوات تصدت للهجوم وكبدت الانقلابيين خسائر باهظة في الارواح والعتاد من بينها اسقاط طائرتين مروحيتين”.
وقالت قوات الدعم السريع انها ظلت منذ إعلان الهدنة ملتزمة بمواقعها وبوقف إطلاق النار.
وقال حميدتي لقناة الجزيرة التلفزيونية إنه مستعد للالتزام بهدنة خلال عيد الفطر مشددا على أنه لن يجلس مع البرهان الذي وصفه بأنه “مجرم”.
وبشان ملف الاسرى من الجنود المصريين قالت قوات الدعم السريع إنها سلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 27 جنديا مصريا كانت تحتجزهم.
واحتجزت قوات الدعم السريع الجنود بعدما اقتحمت قاعدة مروي الجوية بشمال السودان حيث كانوا يشاركون في تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين.بدورها أعلنت مصر نجاح الجهود التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لتأمين سلامة باقى الجنود المصريين المتواجدين في جمهورية السودان لدى قوات الدعم السريع وتسليمهم إلى سفارة جمهورية مصر العربية في الخرطوم وفق بيان لخارجيتي مصر والإمارات.
وأعرب البلدان عن تقديرهما للصليب الأحمر الدولي لما بذله من جهود في دعم عملية تأمين سلامة الجنود المصريين.
وذكرت وزارتا خارجية البلدان أن هذه الخطوة تأتي في إطار موقف الدولتين الداعم للتهدئة عبر التواصل المستمر مع الأطراف السودانية لضمان ضبط النفس ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسي.
وأكدت الوزارتان التزام البلدان بمواصلة جهودهما الرامية إلى وقف الاقتتال وحماية المدنيين والمنشآت المدنية، مشددتان على أهمية تكثيف الجهود الهادفة للعودة للإطار السياسي والحوار لحل جميع الخلافات والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية وصولاً إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
بدوره قال الجيش المصري الخميس إن ثلاث طائرات أعادت جنودا مصريين من السودان ووصلت إلى قاعدة جوية بالقاهرة أمس الأربعاء مؤكدا بذلك ما ورد في بيان سابق للقوات المسلحة السودانية بشأن عودة الجنود إلى مصر.
وأضاف الجيش في بيان أن جنودا مصريين آخرين في السودان وصلوا إلى السفارة المصرية في الخرطوم بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان “تمهيدا لإجراءات إخلائهم من الأراضي السودانية فور استقرار الأوضاع وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم لأرض الوطن”.
واجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الخميس اتصالاً هاتفياً مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي في بيان أورده على صفحته بموقع “فيسبوك” بأن الاتصال تطرق إلى الجهود الحثيثة للبلدين لتهدئة الأوضاع في السودان الشقيق، ووقف التصعيد والعودة للحوار واستعادة المسار السياسي في ضوء دعم مصر والإمارات للشعب السوداني الشقيق في جهوده لتحقيق تطلعاته نحو تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد.
ووفق المتحدث ، تبادل الرئيسان التهنئة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وتمنيا أن يعود على البلدين والشعبين بكل تقدم واستقرار، وعلى شعوب الأمتين العربية والإسلامية والإنسانية كلها بالسلام والأمن.
ومع تصاعد وتيرة الاشتباكات أعلنت “نقابة أطباء السودان” الخميس ارتفاع عدد القتلى المدنيين جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات “الدعم السريع” إلى 198.
وأفادت النقابة في بيان “الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة لليوم الخامس على التوالي، أسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم حتى لحظة إصدار التقرير في العاصمة والولايات”.
وأضافت “ارتفع عدد الوفيات منذ بداية الاشتباكات إلى 198 حالة وفاة بين المدنيين، و1207 حالة إصابة”.
وأشار إلى أنه “يوجد عدد من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر لم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد”.
والإثنين، أعلن مبعوث الأمم المتحدة لدى السودان فولكر بيرتيس، مقتل أكثر من 180 شخصا، خلال الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
نقلا عن ميديليست اونلاين