الرئيس الإيراني يدعو العاهل السعودي إلى زيارة طهران

الرئيس الإيراني يدعو العاهل السعودي إلى زيارة طهران

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران وجهت الدعوة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارتها، مشيرة إلى أن إعادة فتح السفارات سيكون في موعد أقصاه التاسع من مايو المقبل، وذلك بعد اتفاق البلدين بوساطة صينية في العاشر من مارس الماضي على انهاء عداء استمر سنوات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وجه دعوة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة طهران بعد تلقيه دعوة من الأخير لزيارة الرياض”.

وأضاف كنعاني في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون إن العلاقات السياسية بين البلدين أقيمت بشكل مباشر ويمكننا القول إن العلاقات السياسية بين البلدين قد تم تفعيلها”.

وتابع “اتفاقية بكين بین وزارتي خارجية البلدين تسير بشكل جيد وبسرعة مقبولة وبحسب الاتفاق، من المقرر أن يقوم الجانبان بإعادة فتح سفارتي البلدين وقنصلياتهما في غضون شهرين من عقد الاجتماع الأول، أي حتى 9 مايو المقبل.

وأُغلقت البعثة منذ أن قطعت السعودية علاقاتها مع إيران عام 2016 بعد أن تم اقتحام سفارتها في طهران على خلفية خلاف شديد بين البلدين بشأن إعدام الرياض لرجل دين شيعي نمر النمر.

وطلبت المملكة في ما بعد من الدبلوماسيين الإيرانيين مغادرة أراضيها في غضون 48 ساعة بينما أجلت طاقم العاملين من السفارة السعودية في طهران.

وبدأت العلاقات بين الطرفين تدهورها قبل عامين من إعلان القطيعة حينما سيطرت جماعة الحوثي الموالية لطهران على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال اليمن المتاخم للمملكة، ما دفع الأخيرة إلى التدخل وقيادة تحالف عربي دعما للسلطة الشرعية.

واتهمت السعودية إيران بتزويد الحوثيين الذين هاجموا المدن السعودية بطائرات مسيرة مسلحة وصواريخ باليستية، بالأسلحة. وفي عام 2019 اتهمت الرياض طهران بالمسؤولية عن هجوم استهدف منشآت نفط تابعة لشركة أرامكو وأسفر عن توقف نصف إنتاجها النفطي.

من جهته، قال المدير العام للشؤون الخليجية في الخارجية الإيرانية، علي رضا عنايتي، اليوم الإثنين، لوكالة “إرنا” الرسمية، إن بلاده تسعى إلى إعادة فتح البعثات الدبلوماسية قبل حلول موسم الحج.

وأشار عنايتي إلى لقاء آخر مرتقب بين وزيري خارجيتي البلدين، معربا عن أمله في أن يحصل ذلك قريبا.

وتابع أنه لم يتم بعد تعيين السفراء، “وهذا يتوقف على استكمال الإجراءات التنفيذية”، مشيرا إلى تبادل زيارات وفود فنية بين طهران والرياض خلال الأسبوعين الأخيرين.

وأكد عنايتي أن وفدا سعوديا آخر سيزور إيران لبحث طريقة إعادة فتح السفارة والقنصلية العامة السعوديتين، لافتا إلى أن رئيس الوفد الإيراني حسن زرنغار قد أجرى لقاء “جيدا وبناء” مع وكيل وزارة الخارجية السعودية لشؤون المراسم عبد المجيد بن راشد السماري، وتوصلا إلى “اتفاقيات تنفيذ جيدة”.

 وأشار إلى زيارة مرتقبة لوزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي إلى السعودية خلال الشهر المقبل، مضيفا أن الزيارة تأتي للمشاركة في مؤتمر إقليمي لبنك التنمية الإسلامية التابع لمنظمة التعاون الإسلامي. وقال إن الزيارة تشكل فرصة لإجراء لقاءات مع الجانب السعودي.

وحول ما إذا كانت إيران قد تلقت دعوة للمشاركة في مؤتمر الجامعة العربية المزمع عقده في 19 مايو المقبل في الرياض، أكد المدير العام للشؤون الخليجية بالخارجية الإيرانية أن بلاده لم تتلق أي دعوة بهذا الخصوص.

وكانت السعودية قد استقبلت، الأربعاء، وزير الخارجية السوري للمرة الأولى منذ بداية النزاع في بلاده ووفدا دبلوماسيا إيرانيا، في حراك دبلوماسي يندرج في إطار مساعي المملكة الخليجية لاستعادة العلاقات مع البلدين المتحالفين والمقطوعة منذ سنوات.

وبعد ساعات قليلة على إعلان وسائل إعلام إيرانية وصول وفد من الجمهورية الإسلامية للرياض، أعلنت المملكة أن وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، وصل إلى جدة، في زيارة هي الأولى على هذا المستوى منذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011.

وسبق أن أعلن كنعاني في بيان أن وفدا تقنيا إيرانيا وصل إلى السعودية، الأربعاء، استعدادا لإعادة فتح السفارة الإيرانية.

ووصل الوفد الإيراني إلى السعودية لتمهيد الطريق أمام إعادة فتح الممثليات الإيرانية، إثر زيارة مماثلة للرياض، بعد اتفاق حصل بوساطة صينية الشهر الماضي على ما ذكرت وكالة إرنا الرسمية للأنباء.

وكانت أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤولون إيرانيون للسعودية منذ زيارة مس\ؤولي وكالة الحج الإيرانية للمملكة في ديسمبر 2019، على ما أفاد مسؤول سعودي فرانس برس.

وتأتي الزيارة الإيرانية بعد زيارة وفد سعودي مماثل لطهران لمناقشة آليات إعادة فتح ممثليات المملكة في إيران، وبعد لقاء وزيري خارجية البلدين في بكين.

كذلك تأتي وسط تحركات ديبلوماسية متسارعة تندرج في إطار تطبيع العلاقات بين أهم قوتين إقليميتين في الخليج بموجب الإعلان المفاجئ عن اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين برعاية صينية الشهر الماضي.

(العرب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *