الرئيس التونسي يحذر اللوبيات ويعلن عن فتح ملف تعيينات الإخوان

الرئيس التونسي يحذر اللوبيات ويعلن عن فتح ملف تعيينات الإخوان

تونس: أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن بلاده أمامها عدة تحديات منها مكافحة الإرهاب، بالإضافة الى نوع آخر من الإرهاب وهو محاولة تجويع التونسيين من قبل بعض اللوبيات التي تتخفى وراء الستار، وتراهن على بث الفوضى في المجتمع وتأجيج الأوضاع في البلاد.

وخلال إشرافه أمس الأربعاء، على حفل تسلم وإستلام مقاليد السلطة بين رئيس الحكومة الجديد أحمد الحشاني ورئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن، وضع الرئيس التونسي خارطة طريق المرحلة القادمة في بلاده، وقال إن على الدولة مواجهة اللوبيات المتورطة في الفساد ولا مجال للتسامح معها، مشددا على أن الدولة لا تدار من خلال صفحات «الفيسبوك» المأجورة والتي تعمل من الخارج وتحاول ارباك الدولة، مردفا أنه سيتواصل تطهير البلاد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين الذين يعتقدون أنهم فوق السلطة.

وأنهى سعيد مهام بودن وعيّن بدلا عنها الخبير المصرفي احمد الحشاني الذي أدى اليمين الدستورية مساء أول أمس الثلاثاء، على أن يتجه الى تشكيل فريقه الحكومي خلال الأيام القادمة.

واكد سعيد  علي ضرورة مواجهة التحدّيات الكبيرة التي تواجه الدولة  اليوم، والعمل على رفعها؛ مشددا علي أن تونس ستستمر ولن تنتهي.

وقال أيضا: “أمامنا طريق طويل، ولن نتردّد في العمل من أجل الاستجابة إلى إرادة شعبنا.. لن نُخيّب آمال شعبنا، أمامنا تحدّيات كثيرة لا بدّ من رفعها”.

وأضاف: “الدولة ومؤسّساتها تستمر، واليوم مسؤولية نتحمّلها جميعا من أيّ موقع كنّا”.

كما أكّد أهمية الانسجام بين كلّ مؤسّسات الدولة وتحقيق التناغم والتكامل في العمل.

وجدّد قيس سعيّد تأكيده على الدولة لن تتخلّى أبدا عن دورها الاجتماعي، قائلا “دعوة إلى كلّ يتحمّل مسؤولية داخل الإدارة، أنت موجود في مكانك ذلك لخدمة تونس والتونسيين، فلا تتكاسل عن ذلك”..

كما اعتبر  أنّ ما يعيشه التونسيون اليوم هو “محاولة تأجيج الأوضاع الاجتماعية من طرف لوبيات تتخفى وراء الستار”، وفق تعبيره.

وحذر رئيس تونس كلّ من يتلاعب بقوت الشعب والأمن الأهلية للبلاد سوف يدفع الثمن باهظا بناءً على القانون، وفي ظلّ محاكمة عادلة”.

وشدد علي ضرورة محاسبة هؤلاء وعدم تركهم يرتعون كما يشاؤن.. لن نترك أحدا يتلاعب بقوت التونسيين ومعاشهم”.

وأتم: “لن يستطيعوا إرباكنا، سنواصل تطهير البلاد ومحاسبة الفاسدين الذين يعتقدون أنّهم فوق كلّ مساءلة”.

ولم يتفاجأ التونسيون بإقالة بودن من منصبها، وإنما كانوا ينتظرون ذلك بسبب الانتقادات الواسعة التي وجهها الرئيس سيد للأداء الحكومي في عدد من الملفات وأبرزها ملف الخبز والسلع التموينية، واستمرار ظاهرة الاحتكار وغلاء الأسعار، وقضية الهجرة غير النظامية ، بالإضافة الى الخلافات التي تم تسجيلها في علاقة بصندوق النقد الدولي.

وقال سعيّد على هامش موكب أداء اليمين متوجها للحشاني “هناك تحديات كبيرة لا بد أن نرفعها بعزيمة صلبة وبإرادة قوية للحفاظ على وطننا ودولتنا وعلى السلم الأهلية داخل المجتمع”.

وأضاف : “سنعمل على تحقيق إرادة شعبنا وتحقيق العدل المنشود وتحقيق الكرامة الوطنية ولن نعود أبدا إلى الوراء فإلى الأمام وإن شاء الله بالتوفيق في هذه المهمة في هذا الظرف بالذات”.

وأحمد الحشاني هو رابع رئيس حكومة منذ تولي قيس سعيد منصب رئيس الجمهورية، بعد نجلاء بودن وهشام المشيشي والياس الفخفاخ ، وثاني رئيس حكومة بعد التدابير الاستثنائية التي اتخذها الرئيس سعيد في 25 يوليو 2021 وتم بموجبها الإطاحة بحكم الإخوان والتصديق على دستور جديد وتغيير النظام السياسي من برلماني الى رئاسي وانتخاب مجلس نواب جديد.

وأكد الرئيس التونسي بمناسبة حفل تنصيب الحشاني رئيسا للحكومة أمس، أنه سيتم قريبا فتح ملف التعيينات التي شهدتها الإدارة ومؤسسات الدولة خلال السنوات الماضية بسبب أن بعضها اعتمد على الولاءات والمؤهلات العلمية المزورة.

وتابع أن هناك تحديات كبيرة لا بد من رفعها بعزيمة صلبة وبإرادة قوية للحفاظ على وطننا ودولتنا وعلى السلم الاهلية، وأردف: “سنعمل على تحقيق ارادة شعبنا وتحقيق العدل المنشود والكرامة الوطنية ولن نعود أبدا إلى الوراء”.

وانتقد سعيد الاحتجاجات القطاعية التي تتزعمها النقابات، وقال: لا يمكن أن نبني البلاد بالمطالب القطاعية،  مجددا التأكيد على البلاد في حالة تحرر وطني وعلى الجميع أن ينخرط في هذا الاتجاه، وداعيا القضاء الى أن يقوم بدوره، وعلى القضاة أن يتحملوا المسؤولية، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *