السعودية تستعد لإعادة فتح سفارتها في ليبيا

طرابلس – وصل وفد سعودي إلى العاصمة طرابلس الأحد في زيارة رسمية تهدف إلى إعداد الترتيبات اللازمة لإعادة فتح سفارة الرياض بعد نحو 9 سنوات من غلقها، وفق بيان لوزارة الخارجية الليبية على صفحتها بفيسبوك.
وأكد مدير إدارة الشؤون الإدارية والمالية بوزارة الخارجية راشد أبوغفة خلال استقباله الوفد السعودي “عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين وحرص حكومة الوحدة الوطنية على تعزيزها والدفع بها إلى آفاق أرحب، بما يحقق المصالح المشتركة بينهما”، وفق المصدر نفسه.
وأعلنت السعودية في مايو/أيار 2014 غلق سفارتها وقنصليتها في العاصمة الليبية طرابلس وإجلاء كامل بعثتها الدبلوماسية على متن طائرة خاصة بعد تعرض مبنى المؤتمر الوطني في نفس الفترة لهجوم مجموعة مسلحة طالبت بتجميد أعماله. وبررت الرياض قرارها بـ”الوضع الأمني” في ليبيا.
وتتزامن هذه الخطوة مع تدشين المملكة مرحلة جديدة من الدبلوماسية قائمة على انفتاح أكبر على المحيطين الإقليمي والدولي واعتماد نهج جديد قائم على تصفير المشاكل.
كما يأتي هذا التحرك بينما تستعد المملكة لاستضافة القمة العربية المقررة في 19 مايو/أيار، فيما تحرص على توفير كل السبل المتاحة لإنجاح القمة. وسيكون الملف الليبي حاضرا بقوة وهو ما يستدعي تنشيط الدبلوماسية السعودية في ليبيا التي تشهد ترتيبات لإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية يعقد عليها الليبيون والمجتمع الدولي آمالا كبيرة لقيادة البلاد إلى برّ الأمان.
وتأتي هذه التطورات بعد فترة وجيزة من لقاء جمع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بالسفير الإيراني لدى ليبيا محمد رضا، في طرابلس تم خلاله بحث ترتيبات استئناف سفارة طهران لعملها بعد غلقها منذ 12 عاما.
وتتزامن هذه المساعي مع اتفاق المصالحة الدبلوماسية بين السعودية وإيران، الذي فتح الباب أمام تسوية العديد من الملفات الشائكة بالمنطقة.
ويتزامن وصول الوفد السعودي إلى ليبيا مع زيارة تؤديها نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية مرفوقة بوفد رفيع اليوم الأحد إلى قطر استهلتها بمباحثات مع نظيرها القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تطرقت إلى العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وذكر بيان للخارجية الليبية أن الجانبين ناقشا سبل تنسيق المواقف في العديد من الملفات، خاصة فيما يتعلق بالتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في السودان.