الصانعون في سباق لتحسين مزايا أنظمة المساعدة للسيارات الحديثة

الصانعون في سباق لتحسين مزايا أنظمة المساعدة للسيارات الحديثة

برلين: يعمل المطورون بشكل دؤوب داخل مراكز أبحاث شركات السيارات على توسيع مزايا أنظمة القيادة المساعدة حتى تتلاءم بشكل أكبر مع متطلبات المركبات الحديثة، وفي الوقت ذاته تجعل السائق يتجاوب مع الأخطار المحتملة أثناء القيادة.

وفي العادة تعمل الأنظمة على تسهيل التحديات وتسهم في رفع عوامل الأمان والسلامة والراحة، لكن لا تبدو محاطة بعامل الثقة نظرا إلى أن الخبراء يستمرون في التشكيك بعدم وجود تقنيات مهما كانت متقدمة يمكنها أن تحل محل التدخل البشري بشكل كلي.

ويؤكد المختصون في مجلة السيارات “أوتو جازيته” الألمانية أن القيادة لم تكن أبدا أسهل مما هي عليه اليوم، إلا أن المسؤولية تبقى أولا وأخيرا على عاتق السائق، وقد يكون هذا هو السبب في الاستعانة بكاميرات تراقب الانتباه وتضمن بقاء اليدين على المقود.

وحتى سنوات قليلة ماضية، كانت الأنظمة المساعدة على القيادة الآلية متاحة فقط في الفئات العليا من السيارات، لكن توجد الآن أنظمة تتيح القيادة الآلية وفقا للمستوى الثاني في الفئات المتوسطة، وحتى الصغيرة مثل فولكسفاغن بولو.

◙ القيادة لم تكن أبدا أسهل مما هي عليه اليوم، لكن المسؤولية تبقى أولا وأخيرا على عاتق السائق
◙ القيادة لم تكن أبدا أسهل مما هي عليه اليوم، لكن المسؤولية تبقى أولا وأخيرا على عاتق السائق

وتتطور هذه الأنظمة بشكل كبير في سيارات مثل تسلا موديل أس أو هيونداي أيونيك 5، إذ يمكن لهذه السيارات الآن إجراء مناورات التجاوز تلقائيا على الطرقات السريعة طالما كان لسائق السيارة رغبة في ذلك.

ويعتبر مساعد الكبح الاضطراري أكثر أنظمة المساعدة الإلكترونية أهمية في السيارات. ويتعرف النظام الإلكتروني على المواقف الحرجة، مثلا في حالات التصادم الوشيك مع السيارات، التي تسير في الأمام، اعتمادا على مستشعرات مثل الرادار والكاميرا.

وفي البداية يتم تنبيه قائد السيارة عن طريق إشارات ضوئية وصوتية أو من خلال رجة دواسة المكابح. وإذا لم يستجب قائد السيارة لإشارات التنبيه فإن النظام الإلكتروني يقوم بإجراء الكبح الاضطراري.

وأصبح مساعد الكبح الاضطراري حاليا ضمن باقة التجهيزات القياسية في معظم سيارات الركاب الحديثة. ويمكن للأنظمة المتطورة من مساعد الكبح الاضطراري التعرف على المشاة وراكبي الدراجات الهوائية.

ولا تقتصر وظيفة منظم السرعات ومسافة الأمان على القيادة في الحفاظ على ثبات سرعة السير فقط مثل منظم السرعات العادي، ولكنه يحافظ أيضا على مسافة الأمان بين السيارة والمركبات، التي تسير في الأمام.

وإذا تباطأت المركبة، التي تسير في الأمام، فإنه يتم خفض سرعة السيارة تلقائيا. وفي حالة تسارع المركبة، التي تسير في الأمام، فإن السيارة تتسارع تلقائيا حتى حد السرعة المحدد مسبقا.

وتجمع الأنظمة الحديثة بين التحكم في دواسة الوقود والمكابح والتدخل في التوجيه أيضا، بحيث تحافظ السيارة تلقائيا على مسار السير.

ولا تقتصر أهمية هذا النظام على التكدسات المرورية فحسب، ولكنه يخفف العبء أيضا عن كاهل قائد السيارة أثناء السير على الطرق السريعة.

كما يساعد هذا النظام على التوفير في استهلاك الوقود من خلال السير المتناغم مع حركة المرور، ولكن يتعين على قائد السيارة أن يكون جاهزا للتدخل في جميع الأوقات.

وبرأي الخبراء أن الأنظمة الإلكترونية قد تفشل أحيانا في القيام بمهمتها بسبب ضعف الرؤية أثناء اجتياز الأنفاق أو عدم وجود علامات على الطريق أو ظهور عوائق غير متوقعة.

وتستعين معظم شركات تصنيع السيارات اليوم بمساعد الضوء العالي، فقد شهدت الكشافات تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وتحسنت الرؤية بصورة كبيرة بسبب الاعتماد على تقنية ليد.

كما أن مساعد الضوء العالي أدى إلى حدوث طفرة كبيرة في تطور إضاءة السيارة، فإذا تم تشغيل مساعد الضوء العالي، فإن شدة إضاءة السيارة تقل أو تزداد حسب المواقف المرورية.

ولكن يشترط لذلك توافر كاميرا أمامية تتعرف على السيارات والدراجات النارية القادمة في الاتجاه المقابل، بالإضافة إلى التعرف على السيارات، التي تسير في الأمام.

◙ نظام أول تيران بوغريس كونترول في لاند روفر ديفيندر الجديدة يساعد على اقتحام جميع أنواع الطرقات بأمان
◙ نظام أول تيران بوغريس كونترول في لاند روفر ديفيندر الجديدة يساعد على اقتحام جميع أنواع الطرقات بأمان

وفي حالة الأنظمة المتطورة والمتوائمة فإن الضوء العالي يظل مشغلا في هذه المواقف، ويعمل على إضاءة الطريق بصورة جيدة.

ومع ذلك يتم إعتام النطاق، الذي قد يتسبب في تعرض مستخدمي الطريق الأخرين للإبهار، ويتم ذلك إما عن طريق أغطية ميكانيكية أو عن طريق تعطيل اللمبات الفردية عند استعمال ضوء ليد.

وتسعى الشركات كذلك إلى إدماج مساعد الزاوية الميتة في السيارات الذكية حيث تقوم المستشعرات بمسح الممرات وأطرافها بشكل كاف لإعطاء نظرة شاملة للسائق قبل اتخاذ القرار المناسب.

وعادة لا يتمكن قائد السيارة من رؤية النطاقات المهمة عن طريق المرايا أو إلقاء نظرة خاطفة عبر الكتف وخاصة في السيارات الحديثة.

وفي هذه الحالة تظهر أهمية مساعد الزاوية الميتة، حيث يقوم هذا النظام بمراقبة نطاقات جسم السيارة، التي لا يمكن لقائد السيارة رؤيتها من خلال المرايا. وفي حالة اقتراب سيارة من هذه النطاقات فإن مساعد الزاوية الميتة يشير إلى ذلك غالبا من خلال إضاءة لمبة صغيرة في المرايا الخارجية.

وإذا حاول السائق تغيير حارة السير، فإنه يتم التنبيه إلى حدوث تصادم وشيك من خلال إشارات ضوئية وصوتية أو من خلال حدوث اهتزازات في المقود.

وقد يمثل الرجوع إلى الخلف أو ركن السيارة مشكلة كبيرة للعديد من قائدي السيارات، وهناك العديد من الأنظمة الإلكترونية المتطورة، التي تساعد قائد السيارة على اجتياز مثل هذه المواقف، بدءا من كاميرا الرؤية الخلفية.

وتوضح هذه الكاميرات كيفية توجيه السيارة في مكان ركن السيارة، ووصولا إلى الأنظمة الإلكترونية، التي تقيس أماكن ركن السيارة عند المرور عليها وتقوم بإدخال السيارة تلقائيا إلى مكان ركن السيارة.

ويقتصر دور قائد السيارة في هذه الحالة على الضغط على دواسة الوقود أو المكابح، وهناك بعض السيارات يمكن إدخالها إلى مكان ركن السيارة عن طريق الريموت كنترول بعدما ينزل السائق منها.

وهذا ينطبق على المواقف الحرجة أيضا عندما يساعد نظام التحكم على الثبات ويبقي السيارة في مسارها رغم السرعة الزائدة أو السير على الطرقات الزلقة أو الكبح العنيف أو عند الاضطرار فجأة إلى المناورة بمقطورة أو القيادة على طرقات غير معبدة.

وعلى سبيل المثال يساعد نظام أول تيران بوغريس كونترول في لاند روفر ديفيندر الجديدة على اقتحام جميع أنواع الطرقات بأمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *