العالم يحتفل بعيد الأب اليوم
الحبيب الأسود
يحتفل العالم اليوم بعيد الأب، ولكن ليس بتلك القوة التي يتم فيها الاحتفال بعيد الأم رغم أن المناسبتين ابتكاران أمريكيان خالصان جاءا من نفس المرجعية وفي فترتين متقاربتين. كان أول احتفال بعيد الأم عام 1908، عندما أقامت آنا جارفيس ذكرى لوالدتها في أمريكا. وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترفا به في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من نجاحها عام 1914 إلا أنها كانت محبطة عندما تم اتهامها عام 1920 بأنها فعلت ذلك من أجل التجارة، ومع ذلك لا يزال عيد الأم قائما في كل أنحاء العالم
في 5 يوليو 1908، رعت كنيسة في فرجينيا الغربية أول حدث لتكريم للآباء، عندما تمت تلاوة خطبة يوم الأحد في ذكرى 362 رجلا لقوا حتفهم في تفجيرات ديسمبر السابقة في مناجم شركة فيرمونت للفحم في مونونجا
بعد عام واحد، أي في العام 1909، حاولت امرأة من سبوكان بواشنطن ، تدعى سونورا سمارت دود، وكانت واحدة من بين ستة اطفال تولى تربيتهم رجل أرمل بعد وفاة زوجته وهي تضع مولودها، إنشاء يوم رسمي معادل لعيد الأم للوالدين الذكور. ذهبت إلى الكنائس المحلية وجمعية الشبان المسيحيين وأصحاب المتاجر والمسؤولين الحكوميين لحشد الدعم لفكرتها، وكانت ناجحة: احتفلت ولاية واشنطن بأول عيد الأب على مستوى الولاية في 19 يونيو 1910.
بدأت قصتها عندما جلست تستمع إلى خطبة عيد الأم عام 1909. اعتقدت السيدة دود أنه قد يكون من الجيد تكريم الآباء أيضا. قام والدها، ويليام سمارت، بتربية أطفاله الستة بمفرده في مزرعته بواشنطن بعد أن ماتت زوجته وهي تضع مولودها. اقترحت السيدة دود على جمعية سبوكان الوزارية وجمعية الشبان المسيحية الاحتفال “بعيد الأب”. اختارت الخامس من يونيو لأنه كان عيد ميلاد والدها.
في عام 1916، كرم الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون عيد الأب باستخدام إشارات التلغراف لرفع علم في مقاطعة سبوكين عندما ضغط على زر في واشنطن العاصمة. في عام 1924 حث الرئيس كالفن كوليدج حكومات الولايات على الاحتفال بهذه المناسبة التي أخذت موعدا قارا لها وهو يوم الأحد الثالث من شهر يونيو من كل عام. في بلدان أخرى – وخاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية – يتم تكريم الآباء في عيد القديس يوسف، وهو عيد كاثوليكي تقليدي يصادف يوم 19 مارس، ويتم تحديد يوم الأحد الأول من شهر سبتمبر باعتباره عيد الأب في أستراليا ونيوزيلندا، ويعتبر الأحد الثاني من شهر أغسطس عيد الأب في البرازيل، وفي تايلاند، يتم الاحتفال بعيد الأب في الخامس من ديسمبر لإحياء ذكرى ولادة ملكهم.
في عام 1972، وفي خضم حملة إعادة انتخاب رئاسية حامية الوطيس بالولايات المتحدة، وقع الرئيس ريتشارد نيكسون قرارا فيديراليا يجعل عيد الأب عطلة وطنية، وهو ما أعطى للمناسبة شرعية مهمة حتى أن الاقتصاديين يقدرون أن الأمريكيين ينفقون أكثر من مليار دولار سنويا على هدايا هذا العيد.