المملكة_الليبية ترند ليبي.. حملات عفوية أم دعاية مدارة من “الباب العالي” وبريطانيا؟

المملكة_الليبية ترند ليبي.. حملات عفوية أم دعاية مدارة من “الباب العالي” وبريطانيا؟

طرابلس – أثارت المطالبات بعودة الحكم الملكي إلى ليبيا كحل للأزمة السياسية الطاحنة التي تشهدها البلاد منذ اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي جدلا واسعا بين الليبيين.

وتأتي هذه الدعوات بعد نصف قرن من إطاحة القذافي بالملكية التي كانت تحكم ليبيا عام 1969.

وأفادت مواقع وصفحات ليبية بأن مجموعة مؤيدة لعودة الملكية في ليبيا تحشد للخروج إلى الشوارع يوم 31 أغسطس، تحت مسمى “ثورة عودة دستور الاستقلال”. وتسعى هذه المجموعة إلى تنصيب “الأمير” محمد الرضا السنوسي “ولي عهد المملكة الليبية السابقة” ملكًا على الليبيين.

وأنشئت صفحات ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للملكية الدستورية وزيادة شعبية “الأمير” محمد الرضا السنوسي. وتصدرت عدة هاشتاغات على تويتر على غرار#الملكية_الدستورية و#ليبيا_لها_دستور 1951_1963 و#المملكة_الليبية و#الأمير_ولي_العهد_محمد_الحسن_الرضا_السنوسي.

“الأمير” محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي التقى السفير القطري في تركيا الأسبوع الماضي

وقال “ولي عهد المملكة الليبية” خلال الفترة من 26 أكتوبر 1956 حتى 1 سبتمبر 1969 محمد الرضا السنوسي، إن “استعادة دستور استقلال ليبيا، خيار لابد من وضعه لتعود ليبيا ديمقراطية”.

وأكد السنوسي، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أنه “سيكون من واجبه خدمة الليبيين إذا قرروا مرة أخرى نظاما ملكيا دستوريا”. وأشار إلى أن “الحراك الشعبي المدة الأخيرة يعتبر استعادة دستور ما قبل 1969 السبيل الوحيد القابل للتطبيق لاستعادة وحدة البلاد وشرعية مؤسساتها”، بحسب قوله.

ولفت السنوسي قبل أسبايع قليلة إلى أنه “منذ 2011 لم يفكر العالم في هذا الخيار وانطلق بمبادرات خلفت المزيد من المآزق” وأوضح أن “ليبيا تأسست كدولة ديمقراطية ولم يفت الأوان بعد على عودتها مرة أخرى”، مؤكدا أن “عودة دستور الاستقلال فرصة تاريخية يجب ألا تضيع هباء”.

ويقود “ولي عهد المملكة الليبية” الذي يعيش في المهجر منذ عقود طويلة مساعي عبر إقامة الاجتماعات والندوات تطالب فعليا بعودة النظام الملكي وتسليم السلطة له.
و”الأمير” محمد الرضا بن الحسن الرضا، هو ابن ولي عهد ليبيا السابق حسن الرضا السنوسي، وبذلك من حقه، بناءً على دستور المملكة الليبية المتحدة الصادر عام 1951، المُطالبة بعرش ليبيا.

ووصل ولي عهد المملكة الليبية “الأمير” محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي إلى تركيا  الأسبوع الماضي لإجراء سلسلة لقاءات مع عدد من الشخصيات المعنية بالملف الليبي.

وقال أشرف بودوارة، المنسق للمؤتمر التمهيدي للمطالبة بعودة دستور الملكية، إن “هذه المرحلة الخطيرة والظروف الصعبة التي يمرّ بها الوطن تعيشها الأمة الليبية بمعاناة ومأساة رهيبة أخلت ببلادنا ومواطنينا والتي تهدد مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة، وفشل المتصارعون على السلطة والمال خلال مباحثاتهم في وضع حلّ وإيجاد مخرج حقيقي للأزمة الليبية يحفظ استقلال وسيادة ووحدة الوطن وأبنائه”.

وأضاف في تدوينة على فيسبوك قائلًا إن “من ضمن سلسلة لقاءات دولية واسعة يقوم بها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي لإنقاذ الوطن ومواطنيه، التقى سموه بسعادة الشيخ محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى الجمهورية التركية، حيث ناقشا الملف الليبي والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وأهمية دعم استقرار ليبيا على الصعيدين المحليّ والدولي”.

ومن جانبه، قال المحلل السياسي مختار الجدال إنه “من الصعب القبول في الوضع الراهن بعودة النظام الملكي”، مضيفاً أن “الخلاف سيبدأ من العائلة السنوسية نفسها، فالأمور تغيرت كثيراً موضحاً أن ليبيا عام 51 غير ليبيا في عام 2022”.

وأردف الجدال أن “البلاد شهدت مشاكل كثيرة خاصة في العقود الخمسة الأخيرة، كذلك النظام الملكي يحتاج إلى أدوات للعودة أهمها الأمن والاستقرار”. وتابع أن “ولي العهد تأخر كثيراً، وكان خارج المشهد طيلة السنوات السابقة. وظهرت شخصيات من العائلة السنوسية هي في الأصل على خلاف مع ولي العهد، وظهوره الآن لن يجدي لأن ليبيا منقسمة على بعضها والاستقطاب حاد والسلاح منتشر والمجموعات المسلحة لن تترك سلاحها، وجمع السلاح صعب وإدماج المجموعات أصعب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *