الى ماذا تشير عودة أغلب السفارات الى العمل من طرابلس؟

طرابلس – البيان: تشهد العاصمة الليبية نشاطا ديبلوماسيا حثيثا بعودة السفارات الأجنبية إليها بعد سنوات من العمل انطلاقا من تونس ، وهو ما فسرته أوساط مطلعة باستتباب الأمن والاستقرار في طرابلس وبسط السلطات المركزية نفوذها بشكل يضمن تأمين عمل البعثات الديبلوماسية.
والتحقت سفارة ألمانيا أول أمس الجمعة، بأغلب السفارات الأوروبية التي عادت للعمل من العاصمة الليبية، واعتبرت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، انتقال غالبية دبلوماسي السفارة الألمانية إلى طرابلس مؤشرا إيجابيا جديدا، وقالت في تغريدة عبر حسابها على “تويتر” :”هذا الانتقال يُمثل مؤشر إيجابي جديد على تفاؤل أصدقاء ليبيا بمستقبل بلادنا وثمرة جهود متواصلة بين وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية”.
وأوضحت المنقوش، أن انتقال الدبلوماسيين إلى السفارة في العاصمة جاء بعد قرابة 9 سنوات من عملهم بتونس يمثل رسالة بليغة المعنى، فيما أكد سفير ألمانيا لدى ليبيا ميخائيل أونماخت أن انتقال دبلوماسي السفارة جاء بعد تسع سنوات أمضوها في تونس، وأضاف: ”خطوة جديدة أخرى لتقوية علاقاتنا”.
ومن جانبه، دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة خلال استقباله سفيرة كندا لدى ليبيا، إيزابيل سافارد ، إلى “ضرورة العمل من العاصمة طرابلس كأغلب السفارات التي استأنفت أعمالها من داخل ليبيا، خاصة في ظل حالة الاستقرار التي تشهدها البلاد”، وردت السفيرة بالتأكيد على أن “فريق السفارة يعمل على أن يكون له وجود دائم في ليبيا، وتفعيل أوجه التعاون المستمر بين البلدين، مؤكدة دعم كندا للجهود الدولية لإنجاز”.
وبعد اعتماد الدبلوماسي أيدار أغانين، سفيرا فوق العادة مفوضًا لروسيا الاتحادية لدى ليبيا، ينتظر أن يتم قريبا إعادة فتح سفارة موسكو في طرابلس في المستقبل القريب، وكذلك فتح قنصلية عامة في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا ، وفق ما كان قد وعد به نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
وبينت المتحدثة الرسمية باسم المجلس الرئاسي، نجوى وهيبة، أن العودة المرتقبة للسفارة الروسية للعمل بالكامل في طرابلس، تعكس اهتمام الدول الصديقة والشقيقة بتعزيز استقرار ليبيا، وأن دولة روسيا الاتحادية تربطها بليبيا علاقات تعاون وطيدة في مجالات مهمة.
وأضافت وهيبة أن ليبيا اليوم منفتحة على الجميع وترحب ببناء علاقات مع الدول كافة على أساس الاحترام المتبادل، وأنها تتطلع إلى تطوير العلاقات الثنائية مع روسيا في مختلف المجالات، وفق تعبيرها.
ويشير مراقبون الى أن السلطات الليبية تنتـظر بفارغ الصبر عودة السفارة الأمريكية لمباشرة نشاطها من العاصمة طرابلس بعد تسع سنوات من إغلاقها ثناء الحرب الأهلية التي اندلعت بسبب انقلاب تيار الإسلام السياسي من خلال منظومة « فجر ليبيا » على نتائج الانتخابات التشريعية وعلى السلطة المعترف بها من المجتمع الدولي.
وكان وكيل وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإدارية جون بأس، أكد إن عودة السفارة الامريكية للعمل من طرابلس ستتيح للسفير الأمريكي العمل مباشرة مع الليبيين من العاصمة بذل من السفر من تونس الي طرابلس، وأوضح أن العقبات السابقة أمام عودة عمل السفارة كانت تتمحور حول العمليات اللوجستية، و«نحن الآن بصدد العودة الفعلية للعمل من العاصمة الليبية بالنظر الي تحسن الوضع الأمني» وفق تعبيره،، مشددا على الحاجة إلى رؤية المزيد من التحسن المستمر في الوضع الأمني بشكل عام ومزيد من الاستقرار في ليبيا.
وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن بلاده تسعى للعمل مع الحكومة الليبية لمتابعة إجراء الانتخابات كإسهام مهم لبناء استقرار طويل الأمد يمكن من استعادة السفارة العمل وهي أيضا مهمة لتهيئة المناخ السياسي المناسب لعودة مزيد من السفارات الأجنبية الي ليبيا ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وفي 26 يوليو 2014، قرّرت وزارة الخارجية الأمريكية إغلاق سفارتها في طرابلس وإجلاء جميع العاملين فيها إلى تونس، نتيجة لتردي الأوضاع الأمنية، وأعلن البنتاغون عن نقل موظفي السفارة ومن وبينهم أفراد من مشاة البحرية الذين يتولون حراستها عن طريق البر إلى تونس.
وفي مارس الماضي، رفض وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إعطاء جدول زمني لموعد إعادة فتح سفارة بلاده في طرابلس، لكنه أبلغ جلسة استماع للجنة الفرعية للمخصصات بمجلس الشيوخ أن الإدارة تتابع الأمر، وأضاف: “هذا شيء نعمل به بنشاط كبير، لدينا القدرة على إعادة تأسيس وجود مستمر في ليبيا.”