انتخابات ليبيا تعود الى نفق الغموض

انتخابات ليبيا تعود الى نفق الغموض

طرابلس: تراجع منسوب تفاؤل الليبيين بإمكانية تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية خلال النصف الثاني من الشهر الجاري، وعاد الجدل الحاد ليسيطر على المشهد السياسي من جديد بخصوص التناقضات المسجلة في مواقف الفرقاء والتوازنات الإقليمية والدولية وتأثيرها على الوضع الداخلي ولاسيما في ظل احتدام التنافس الغربي مع روسيا حول النفوذ في منطقة الساحل والصحراء.

وأكدت مصادر مطلعة أن دعوة قوى داخلية من بينها مجلسا النوب والدولة وقيادة الجيش لتشكيل حكومة مصغرة تشرف على إدارة الانتخابات لم تجد قبولا يذكر لدى المبعوث الأممي عبد الله باتيلي وبعض العواصم الغربية وفي مقدمتها واشنطن، وتابعت أن هناك خلافات واضحة حول الموقف من استمرار وجود القوات الأجنبية والمرتزقة وتوحيد المؤسسة العسكرية والمصالحة الوطنية وغيرها من الملفات المهمة.

ولفا عضو مجلس النواب، عبد المنعم العرفي، الى أن إحاطة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا، عبد الله باثيلي أمام مجلس الامن تؤكد عدم رغبته في إعادة تشكيل الحكومة، بعد تأكيده أنها مشكلة تضاف إلى المسائل الخلافية بالقوانين الانتخابية، ومنها ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية وغيرها.

وأوضحت المصادر، أن البعثة الأممية تخلت عن تشددها في المطالبة بتنظيم الانتخابات قبل نهاية العام الجاري، وتركت القرار بأيدي أطراف داخلية لا تبدي حماسا لترك السلطة والخروج بالبلاد من الوضع الانتقالي، مشيرة الى أن أغلب السلطات الحالية مرتاحة لاستمرار الأوضاع على ما هي عليه، لاسيما بعد 11 عاما من انتخاب أعضاء مجلس الدولة، و9 سنوات من انتخاب مجلس النواب.

وتابعت المصادر، أن هناك قوى خارجية ترفض تنظيم الانتخابات إذا كانت لا تضمن فوز حلفائها بها، خصوصا وأن التوازنات السياسية والاجتماعية في ليبيا تحول دون السير في طريق اقصاء هذا الطرف او ذلك من الفاعلين الأساسيين، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة حول مصير الخيار الديمقراطي في ليبيا.

وأردفت أن تلك القوى الخارجية تميل أكثر الى فكرة استمرار تقاسم السلطة وفق ما هو حاصل منذ العام 2014 ليتواصل الوقع بصورته الحالية الى حين تحديد خارطة التوازنات المستقبلية على ضوء نتائج الصراع في أوكرانيا والتجاذبات السياسية والإستراتيجية في دول الساحل الافريقي.

وفي السياق، قال محمد خالد الغويل رئيس حزب «السلام والازدهار» إن حزبه تابع بقلق عميق تطورات الوضع السياسي في ليبيا، ويعبر عن استيائه من استمرار الانسداد السياسي بسبب ممارسات القوى السياسية المستأثرة بالسلطة، ومن استمرار حالة الفشل السياسي الممنهجة والمتكررة والمستمرة لسنوات، التي تتسبب في تعميق الأزمة والتفاوض على صفقات سياسية ضيقة تتجاوز مصالح المواطنين والوطن بشكل كبير.

ودعا الغويل في بيان، جميع الأطراف المعنية إلى التعاون من أجل إجراء انتخابات عادلة وحرة ونزيهة، تسمح لليبيين بممارسة حقهم الدستوري في اختيار السلطات التشريعية والتنفيذية، وتجديد شرعية ومشروعية مؤسسات السلطة المرتهنة بيد قلة من الشخصيات منذ سنوات طويلة، وأضاف: “نحذر الجميع من تبعات تأجيل الاستحقاق الانتخابي لتجديد شرعية ومشروعية مؤسسات السلطة، ونحذر كذلك من تبعات حصر الحوار بين أطراف النزاع وتجاهل صوت الشعب صاحب الحق الأصيل في القرار وإطلاق مسار بناء دولة المؤسسات المنشودة».

ومن جانبه، قال عضو مجلس النواب، عبد المنعم العرفي، أن إحاطة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا، عبدالله باثيلي أمام مجلس الامن تؤكد عدم رغبته في إعادة تشكيل الحكومة، بعد تأكيده أنها مشكلة تضاف إلى المسائل الخلافية بالقوانين الانتخابية، ومنها ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية وغيرها.

ويرى مراقبون أن من أبرز مؤشرات الاتجاه نحو تأجيل المسار الانتخابي مرة أخرى ، أن البعثة الأممية لم تتبنّ رسميا مخرجات لجنة 6+6 المكلفة من مجلسي النواب والدولة لإعداد القوانين الانتخابية وفق التعديل الدستوري الثالث عشر ، كما أن الفرقاء الأساسيين في البلاد دعوا الى تعديل تلك المخرجات وفق مصلحة كل فريق منهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *