غرق مئات المهاجرين المبحرين من طبرق
طرابلس: قالت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في ليبيا ان الحوادث المأساوية تتكرر ضد المهاجرين دون وجود أي آليات فعالة للبحث والإنقاذ للأرواح في البحر المتوسط، مع استمرار عمليات الصد والاعتراض لقوارب المهاجرين وطالبي اللجوء القاصدين أوروبا والإعادة القسرية لليبيا، إنٌ سياسات دوا الإتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالهجرة تقتل كل يوم أبناء أفريقيا.
وأكدت في بيان لها أن المأساة تكررت في حادث مروع جديد يفاقم من معاناة المهاجرين، ومأساة جديدة بعد غرق مركب يحمل أكثر من 700 مهاجر متعددي الجنسيات قُبالة السواحل اليونانية، كان قد انطلق من مدينة طبرق في شرق البلاد، منذ 14_ يونيو الجاري، تم الإعلان عن مصرع أكثر من 100 مهاجر غرقاً حتى الآن، بينهم أطفال وقُصر، ولازال بقيت من كانوا على متن القارب الغارق مصيرهم مجهول.
وأضافت اللجنة أنه يجب على دول الإتحاد الأوروبي والسُلطات الليبية أن يتحملوا مسؤولياتهم الإنسانية والقانونية اتجاه الفظائع المروعة، والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المهاجرون، وحوادث الغرق المأساوية للمهاجرين قُبالة السواحل الليبية وفي عرض البحر الأبيض المتوسط.
وقد تكشفت تفاصيل مأساة إنسانية جديدة، في واحدة من أسوأ كوارث الهجرة غير النظامية، بعد غرق قارب قرب السواحل اليونانية، أبحر من مدينة طبرق، الواقعة أقصى الشرق الليبي، وعلى متنه نحو 750 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، من جنسيات مصرية وسورية وباكستانية وفلسطينية.
جانب من أصداء الكارثة رصدها حقوقيون ليبيون معنيون بملف الهجرة، بعد إعلان السلطات اليونانية توقف عمليات البحث عن ناجين امس الجمعة، إذ قال طارق لملوم رئيس «منظمة بلادي لحقوق الإنسان» إن أكثر من 100 طفل وقاصر كانوا ضمن ضحايا القارب المتهالك، الذي انطلق من طبرق وعلى متنه مئات المهاجرين، والذي أُعلن عن غرقه قرب سواحل اليونان صباح الأربعاء الماضي.
وأشار لملوم إلى أن «مهرباً ليبياً تورط في تهريب المهاجرين عبر مدينة طبرق، وفق شهادات بعض الناجين من الغرق». لكن لم تصدر السلطات المعنية بالهجرة في شرق ليبيا أي تعليق عن الحادث المأساوي، بينما قالت السلطات اليونانية إن عمليات البحث عن ناجين تواصلت اليوم (الجمعة)، لكن الآمال في العثور على أحياء «تتضاءل» بعد مرور أكثر من يومين على هذه الكارثة.
وبدورها، أكدت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في اليونان، ستيلا نانو، لوكالة الصحافة الفرنسية أن الآمال في العثور على ناجين «تتضاءل دقيقة تلو أخرى بعد هذا الغرق المأساوي، لكن البحث يجب أن يستمر».
وانتشل خفر السواحل اليوناني 78 جثة من البحر بعد ساعات من انقلاب مركب صيد متهالك، كانت على متنه حمولة زائدة في المياه الدولية، وغرقه قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، على مسافة 47 ميلاً بحرياً (87 كيلومتراً) من بيلوس في البحر الأيوني، وفق حصيلة رسمية.
وجرى إنقاذ 104 أشخاص نقلوا إلى ميناء كالاماتا في جنوب اليونان، في وقت نقلت فيه شبكة «بي بي سي» البريطانية عن طبيب يوناني قوله إن أحد الناجين على متن القارب أخبره بوجود 100 طفل ضمن الغرقى. مضيفاً أن العدد الدقيق لجميع من كانوا على متن القارب «كان 750 شخصاً… هذا هو العدد الدقيق الذي أخبرني به الجميع»، لافتاً إلى أن عائلات بعض الأطفال المصريين المفقودين أرسلوا له صوراً لأقاربهم، بأمل أن يتعرف عليهم بعد معالجتهم.