قبر عون: بحيرة الأسرار المثيرة في صحراء ليبيا

طرابلس: تمثل بحيرة «قبر عون» الواقعة في منطقة وادي الحياة في الصحراء الكبرى الليبية، إحدى أبرز المفاجئات المثيرة التي تنتظر الزائرين، حيث تمتاز بحرارة مياهها وبملوحتها الشديدة التي تتجاوز ملوحة مياه البحار بخمسة أضعاف، في محيط يعتبر خزانا كبيرا للمياه العذبة يمكن الوصول اليها ولو من خلال النبش باليد، وترتفع من حولها واحات النخيل الباسق في أحضان كثبان الرمال الذهبية.
ويبلغ عمق البحيرة 7.1مترا، ومما يعرف عنها أن من يدخلها لا يغرق فيها وإن كان لا يجيد السباحة، فالملوحة الشديدة للمياه تجعل كل شيء يطفو الي السطح ولا ينزل الى العمق ، كما أنها مصدر شفاء لكثير من الأمراض ولا سيما الأمراض الجلدية.
يقول محمد أحمد زاقوب وهو من خبراء السياحة في ليبيا:
قبر عون بحيرة في عمق الصحراء الليبية تقع في وادي الآجال في الجنوب الليبي، يحيط بها حزام من النخيل ويؤمها السياح بكثرة وتعتبر بحيرة قبر عون من أندر البحيرات في العالم بما تمتاز به من جمال وسحر فهي في عمق الصحراء تطوقها الرمال من جميع الاتجاهات ومياهــــها شديدة الملوحة إلى درجة انه عند العوم بها لا يغرق فيها احد كما أن بالحفر عند حافتها باليد تخرج مياه حلوه صالحه للشرب وهذا ما يذهل كل من زارها وجعلها مقصد السياح الهام في الصحراء الليبية، ويبلغ عمقها نحو 7.5متر، وتتميز أيضا بمياهها الساخنة جدا والتي تبدأ من عمق 1.5 متر وتزداد نحو ألأسفل. أن زيارة بحيرة قبر عون من أجمل ما يمكن أن يخطط له كل من يرغب في زيارة بعض المواقع السياحية في ليبيا.
أن الانطلاق إلى بحيرة قبر عون ليس صعباً كما يتوقع البعض حيث توجد العديد من نقاط الانطلاق لها، إحداها قرية (قبر عون) الحديثة أو مندرة كما يطلق عليها أحياناً، و يمكنك الانطلاق من قرية تكركيبة، والتي تعتبر أقرب نقطة سكنية لها،حيث تبعد عنها نحو 45 كم وكذلك قرية الفجيج ويمكن الانطلاق من مدينة أوباري ، وجميع نقاط الانطلاق هذه وغيرها تتوفر بها السيارات المجهزة ويقودها سائقين ذوي خبرة في الصحراء ودروبها بل وكثبانها حيث يعتبر الجزء الخاص بالتوجه إلى البحيرة بالسيارات الصحراوية من أجمل أجزاء الرحلة حيث متعة الصعود والهبوط على كثبان رملية قد يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار وأكثر، ثم وبعد مضي ثلاثين أو أربعين كيلو متر في وسط بحر من الرمال يتوقف السائق فجأة فوق كثيب رمل مرتفع مطل على بحيرة قبر عون، مع العلم أن سعر إيجار السيارة الواحدة في المتناول وحسب رغبة الزائر هل يود المبيت في المكان ليوم أو لعدت أيام أو العودة في نفس اليوم، إن أفضل شهور السنة لالتقاط صور لبحيرة قبر عون وزيارتها هو شهر التمور (أكتوبر) وبالمنطقة العديد من المنتزهات وأماكن الإيواء، كما يوجد بموقع البحيرة مقهى ومحل لبيع التذكارات، أما في نهاية الرحلة يمكن المرور على بقية البحيرات المجاورة مثل بحيرة مندرة ” جفت منذ سنوات”بعض هذه البحيرات كانت تملؤها المياه العذبة، ومن النصائح للراغب في زيارة البحيرة، التأكد من الاحتياجات الأساسية حيث الذهاب والرجوع إلى البحيرة ليس سهلاً، كما يجب عدم المبيت في الليل بالقرب من البحيرة وذلك لكثرة البعوض (الناموس)، وأن الاستمتاع بالعوم بالبحيرة وأجوائها الساحرة يحتاج إلى يومين أو ثلاثة أيام.
أن بحيرة قبر عون وقريناتها من البحيرات المجاورة، تفتقر إلى بعض الاهتمام، حيث الشكوى من عدم المحافظة على نظافة الموقع وعدم الإشراف عليه بشكل دوري، لغرض استمرارية الاستفادة منه لأطول فترة ممكنة، ولكن أكثر ما تفتقر له وجهاتنا السياحية المحلية السياح المحليين، فهذه دعوة لزيارة بحيرة قبر عون ولتكن نقطة البداية نحو رحلات سياحية محلية على المستويين الفردي والعائلي.