ماذا تعرف عن العلامة الراحل محمد المدني الشويرف؟

طرابلس: أعلن اليوم السبت 17 يونيو 2023 عن وفاة مفتي ليبيا السابق ورئيس الجامعة الأسمرية الشيخ العلامة محمد المدني الشويرف عن عمر ناهز 93 عاما.
ولد محمد المدني بن منصور بن علي الشويرف في مدينة زليتن الليبية (شرقي طرابلس) بقرية الغويلات في (8 رمضان 1348 هجري) الموافق 1930. بدأ منذ طفولته بقراءة القرآن الكريم بمسجد أولاد خليل بقرية الغويلات وذلك في سنة 1936م ثم انتقل إلى زاوية الشيخ أحمد البازة وعمره ثماني سنوات ليواصل قراءة القرآن حتى نهاية 1942.
انتقل إلى زاوية الشيخ عبد السلام الأسمر لينهي قراءة القرآن على يد الشيخ مختار عبد القادر إجوان وفي سنة 1945 وبزاوية الشيخ عبد السلام الأسمر بمدينة زليتن تلقى العلوم الشرعية وعلوم النحو والبلاغة والفقه والفرائض وغيرها من علوم الشريعة واللغة العربية على يد عدد من المشايخ الكبار مثل الشيخ منصور أبو زبيدة والشيخ محمد بن حسين بن عبد الله القماطي والشيخ محمد بن شفلو القماطي والشيخ الطيب بن طاهر المصراتي والشيخ سليمان الزوبي والشيخ عبد الله بن حمودة والشيخ أبوبكر حمير ومنها تحصل على الشهادة الأهلية.
تولى التدريس في هذه الزاوية إلى جانب مشايخه الكبار ودرّس عدد من الكتب مثل كتاب الشيخ على الأجرومية في النحو وكتاب الدمنهوري في المنطق وميارة بن حمدون في الفقه وقطر الندى لابن هشام في النحو.
التحق في سنة1952 بجامعة الأزهر الشريف وبدأ الدراسة بكلية الشريعة في بداية السنة الدراسية 1952 وكان من الطلاب الأوائل بالكلية طيلة مدة دراسته وتحصل على الشهادة العالية لكلية الشريعة “الليسانس” سنة 1956. ثم واصل تعليمه في الأزهر الشريف ليحصل على شهادة العالمية مع الإجازة في التدريس.
كان من بين المشايخ الذين درس عليهم في الأزهر الشيخ أحمد نور أستاذ علم الحديث والشيخ عبد الحكيم عمارة أستاذ الفقه والشيخ طاهر عبد المجيد أستاذ الفلسفة وعلم الأصول والشيخ محمود العقدة والذي كان من أساتذته في مرحلة تخصص التدريس.
ومن نشاطاته العلمية أثناء دراسته بجامعة الأزهر اشترك في مسابقة الحديث التي تقيمها كلية الشريعة وتحصل على الترتيب الثاني في أول مشاركة له وفي السنوات التالية كان ترتيبه الأول في كل سنة.
كما شارك في النوادي الثقافية وجمعية الشباب المسلمين وكان من الناشطين المهمين في النادي الثقافي الليبي خلال فترة دراسته.
عُين مدرساً بالمعهد الأسمري الديني بمدينة زليتن في 1 نوفمبر 1957، ومديراً لمعهد أحمد باشا الديني بمدينة طرابلس من 1960 إلى سنة 1962، ثم مديراً لمعهد سبها الديني من 1962 إلى 1965، فمديراً للمعهد الأسمري الديني من 1965 إلى 1967، ومديراً لإدارة الوعظ والإرشاد والمساجد بالجامعة الإسلامية بالبيضاء من 1967 إلى 1971، ومديراً لإدارة الوعظ والإرشاد والمساجد بالهيئة العامة للأوقاف من 1971 إلى 1984.
انتقل في سنة 1984 إلى مسقط رأسه بمدينة زليتن ليستقر بها إلى حين تقاعده سنة 1994م. وتم تكليفه بتأسيس الجامعة الأسمرية للعلوم الإسلامية بمدينة زليتن سنة 1996 وعين شيخاً للجامعة ورئيس اللجنة الإدارية إلى أن تركها سنة 2002.
عمل عضوا بدار الإفتاء الليبية حتى سنة 1983 حين تم تعطيل دور الإفتاء.
ترأس وشارك العديد من الوفود لحضور مؤتمرات وندوات إسلامية في كثير من دول العالم منها ماليزيا، بنغلاديش، تركيا، التوغو وغيرها.
كما أوفد للوعظ والإرشاد في اليونان – سويسرا – فرنسا.
ممثلاً لليبيا في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ضمن وفد.
شارك في مؤتمر رسالة المسجد الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في 20 سبتمبر 1975 بمكة المكرمة وقد انبثق عن المؤتمر (لجنة رسالة المسجد برابطة العالم الإسلامي) وكان الشيخ محمد المدني الشويرف هو أحد أعضائها.
ترأس البعثة الدينية للحجيج الليبي في كثير من السنوات منذ 1960 إلى 1983.
درّس بالحرمين الشريفين (المسجد الحرام – المسجد النبوي) في جميع رحلاته للحج.
ألقى دروساً مسجلة بالإذاعتين المرئية والمسموعة في الوعظ والإرشاد وشؤون الحج وفقه العبادات وبرامج مباشرة في الفتاوى.
ألقى العديد من الدروس والمحاضرات والخطب وشارك في المناسبات والاحتفالات الدينية وافتتاح المساجد في أغلب المدن الليبية.
شغل وظيفة رئيس تحرير مجلة الهدى الإسلامي من 1967 إلى حين تمّ إيقاف صدورها في 1978، وكتب العديد من المقالات في الصحف والمجلات.
الشيخ محمد المدني الشويرف اعتقل في سجون مصراتة في ليبيا لمدة أربع سنوات، بسبب ظهوره في التلفزيون الرسمي زمن النظام السابق وإعلان موقفه الرافض للولاء للأجنبي والتعاون مع حلف الناتو وأُطلق سراحه في 14 أغسطس 2015.
عندما كان في سجون الميشيات بمصراتة، دعي ليؤم صلاة الجنازة على الزعيم الراحل معمر القذافي ونجله المعتصم ووزير الدفاع ابوبكر يونس جابر قبل دفن جثثهم في مكان غير معلوم بالصحراء.