ماذا تعرف عن اهرامات ليبيا؟ 

ماذا تعرف عن اهرامات ليبيا؟ 

طرابلس: في منطقة الحطية، التي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن مدينة جرمة التاريخية يوجد عشرون من الأهرامات الصغيرة بنيت قبل 3000 عام بالطين والملح والقليل من الحجر، ولا تزال الى اليوم على حالها، وقد تم اكتشافها في الخمسينيات من القرن الماضي مردومة في الرمال وقامت مصلحة الآثار بترميمها في السبعينيات، وتحدث عنها عالم الآثار الإنكليزي ديفيد ماتينغلي فقال: “لم يكن الجرمنتيون من رواد الحضارة في الصحراء الليبية فحسب بل كانوا القاعدة الرئيسية التي انطلقت منها الأفكار والمعارف الجديدة لتطويع التقنيات المنتشرة في الصحراء إرساء لقواعد المجتمعات الصحراوية وشبكات التبادل التجاري، كما أن الحفريات في المواقع الحضرية والقرى والعديد من المقابر المتراصة للغاية تكشف عن أسلوب الحياة القديمة للجرمنت وعن الزراعة في الواحات أي على النقيض من الافتراضات السابقة من أنهم رُحّل. ومن جانب آخر أوضحت عمليات ترميم القطع الأثرية أنها حضارة مستقلة تماما عن الإمبراطورية الرومانية على الرغم من تمتعها بعلاقات تبادل تجاري مربح مع الرومان”، مشيرا الى أن “مقابر الجرمنت تكشف عن طقوس للدفن متنوعة للغاية بوجود ما يزيد عن 200 ألف موقع للدفن في وادي الحياة وحدها، وكثير من الأضرحة تضمنت الفنون الرومانية والإغريقية للمقابر الهرمية وهذا يرجح اتصال الجرمنتيين بالشعوب الأخرى في الشرق والجنوب الشرقي، أيضا تم العثور على جثتين محنطتين عمرهما 2000 عام”.

وأما المؤرخ اليوناني هيرودوت صاحب مقولة «من ليبيا يأتي الجديد» فقد ذكر في «الكتاب الليبي» خلال القرن السادس قبل الميلاد أن تلك الأهرامات “بنيت كمقابر لدفن الموتى وكان شعب الجرمنت يدفنون موتاهم وهم مُمدّدين على ظهورهم، باستثناء النسامونيس أو سكان سرت الذين اعتادوا دفن موتاهم بوضعية الجلوس، فحسب معتقداتهم يجب أن يكون الإنسان جالسا لحظة خروج الروح منه وطريقة الدفن هذه كانت شائعة لدى سكان المنطقة في تلك العصور القديمة”.

وتبدو الأهرامات الليبية شبيهة بنظيراتها الموجودة في السودان وجنوب الجزائر والمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *