ماذا تعرف عن عملاق المالوف الليبي حسن عريبي؟

طرابلس: هو حسن علي مختار عريبي ملحن ومطرب ليبي وأحد رواد الموسيقى والغناء في ليبيا وخاصة في فن المالوف الأندلسي، ولد في مدينة طرابلس سنة 1933، وعمل في بدايته كموظف في وزارة المواصلات في بنغازي،
عند افتتاح الإذاعة الليبية في بنغازي العام 1959، تعرف على المطرب الراحل محمد صدقي، الذي اكتشف موهبته الغنائية وقدم له أولى أغانيه “كيف نوصفك للناس”، ثم انضم العريبي إلى قسم الموسيقى بالإذاعة كمستشار فني. كما قدم في تلك الفترة العديد من الألحان لعدد من المطربين الليبيين والعرب من بينهم: عطية محسن، إبراهيم حفظي، والمصريات سعاد محمد وهدى سلطان واللبنانية نازك، والتونسيات عليا، نعمة، سلاف، وزهيرة سالم
بعد عودته إلى طرابلس أسس “فرقة المالوف والموشحات” في الإذاعة سنة 1964، ضاما إليها أعضاء المجموعة الصوتية بالإذاعة ومجموعة من الأسماء المعروفة في الغناء الإذاعي آنذاك مثل علي القبرون، عبد اللطيف حويل، خالد سعيد وراسم فخري، والذين قدموا مجموعة من موسيقى الموشحات.
ويعد حسن عريبي أحد رواد الموسيقى والغناء في ليبيا والعالم العربي والإسلامي، وقد اشتهر بفرقته الخاصة بفن المالوف والموشحات الأندلسية، وبدأ حياته كموظف في وزارة المواصلات بمدينة بنغازي قبل افتتاح الإذاعة الليبية عام 1957. وما إن فتحت هذه الإذاعة أبوابها حتى التحق بقسم الموسيقى فيها كمستشار فني.
وخلال عمله بالإذاعة اكتشف العديد من المواهب الغنائية منها موهبة المطرب الليبي الشهير محمد صدقي، حيث لحن له أغنية “كيف نوصفك للناس وانت غالي”. وقدم عريبي ألحانه الجميلة لمطربين آخرين صاروا نجوما في سماء الأغنية الليبية منهم عطية محسن وإبراهيم حفظي وسيد بومدين.
ولم تقتصر ألحان الفنان الراحل على المشهد الموسيقي الليبي بل شملت الساحة الفنية العربية، فقدم ألحانا لفنانين عرب من تونس ومصر ولبنان بينهم سعاد محمد وهدى سلطان من مصر ونازك من لبنان ونعمة من تونس، وساهم كذلك في تأسيس المجمع العربي للموسيقى وتولى رئاسته دورتين في أوائل سبعينيات القرن الماضي، كما ترأس أيضا المؤتمر العالمي للموسيقى بطشقند وشارك في الكثير من المحافل الموسيقية العالمية التي ترك فيها بصمة إبداعية واضحة.
وأشار الكاتب المعروف خليفة التليسي -صاحب الموسوعات الشعرية- إلى أن العريبي يعد من عمالقة الفن في الوطن العربي، وقد وضع اسم ليبيا وللمرة الأولى على خارطة التراث الموسيقي والعربي والإسلامي وقدم صورة لم تكن معروفة عن ليبيا في السابق.
أما الروائي الليبي د. أحمد إبراهيم الفقيه الذي كان حاضرا بنصوصه التي تشيد بفن المالوف وبالفنان حسن عريبي، فقال إن “حسن عريبي قام بتحقيق فن المالوف والموشحات، الذي تبناه ورعاه وبذل حياته للوفاء بهذه الرسالة، ورسالته تمثلت في أن تكون للفن الليبي شخصيته وأن تكون لنا هوية، رسالته أن يبقي على التراث ليس في الزوايا والكتاتيب فحسب، إنما بتوثيقه وتسجيله”.
من أهم قصائد المالوف التي تغنى بها الفنان حسن عريبي تأتي قصائد: طابت أوقاتي ونعس الحبيب والذهب يزداد حسنا إذا انتقش وشوقي دعاني، وأيضا قصيدة المنفرجة التي ألفها الشاعر الأندلسي ابن النحوي، والتي تعتبر من القصائد السياسية التي تدعو الناس إلى عدم اليأس والإيمان بالأمل في التغيير. ويقول مطلعها: اشتدي أزمة تنفرجي ** قد آذن صبحك بالبلج.
ويقول صديق الفنان الراحل الشاعر هليل البيجو أن عريبي لحّن القصيدة قبل عام من إطلاق النظام الديكتاتوري لبعض السجناء السياسيين عام 1988، في ما يسمى بعيد أصبح الصبح، وقد لقت ترحيبا كبيرا من كل عشاق الحرية وامتعاضا وتحفظات من أجهزة نظام الديكتاتور القمعية، فهذه القصيدة التي قيلت في زمن حكم العرب للأندلس ما زالت كلماتها تعيش وتعبر عن الحياة وهموم الناس، ولم يستطع الزمن الطويل أن يضعها في مخازن الظلام.
نال حسن عريبي عديد الأوسمة وشهادات التقدير، واختِـير أول نقيب لفناني ليبيا كافة سنة 1974. وبجهده المتميز تأسس في الجامعة العربية المجمع العربي للموسيقى، الذي ضمّ كبار الموسيقيين في العالم العربي، واختِير رئيسًا له…
ترأس لفترة مؤتمر الموسيقى العربية الذي يعقد دوريًّا، جامعًا كبار موسيقيي العالم العربي. واختِـير رئيسًاً لمهرجان الأغنية الليبية في دورته الثانية بمدينة طرابلس خلال العام 2003.