مبادرة إنسانية سعودية بالإفراج عن معتقلين حوثيين

مبادرة إنسانية سعودية بالإفراج عن معتقلين حوثيين

ليبيا-21:  قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن السعودية ستفرج اليوم الاثنين عن عدد من المحتجزين الحوثيين، في خطوة أحادية الجانب، وذلك بمبادرة إنسانية جديدة من الرياض، لتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية ووضع الحرب الدامية في البلد الفقير على طريق الحل.

وتأتي مبادرة السعودية الانسانية بعد تبادل متزامن للأسرى لثلاثة أيام بين الطرفين المتحاربين في الصراع اليمني.

واكتملت الأحد عملية استمرت ثلاثة أيام أشرفت عليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإعادة ما يقرب من 900 أسير احتُجزوا خلال النزاع. وهي خطوة مهمة لبناء الثقة وسط محادثات سلام بين مبعوثين سعوديين وجماعة الحوثي المدعومة إيرانيا.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، اليوم الإثنين، إن التحالف أطلق سراح (104) أسرى من الحوثيين لدى التحالف بمبادرة إنسانية من المملكة.

وأضاف العميد المالكي، أن هذه المبادرة تأتي امتداداً للمبادرات الإنسانية السابقة من المملكة والمتعلقة بالأسرى، ودعم الجهود الرامية لتثبيت الهدنة وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام ينهي الأزمة اليمنية.

وأشار المالكي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية “واس” إلى أن المبادرة تهدف لحث أطراف النزاع على دعم عملية تبادل الأسرى والمحتجزين وإنهاء هذا الملف انسجاماً مع القيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية والتقاليد العربية الأصيلة ونصوص القانون الدولي الإنساني الواردة بنصوص وأحكام اتفاقية جنيف الثالثة للأسرى.

وأوضح العميد المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف أنهت إجراءات إطلاق سراح الأسرى الـ104 بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتم نقلهم ومغادرتهم إلى (صنعاء) اليوم الاثنين.

وأكد المتحدث باسم التحالف، على أن ملف إنهاء تبادل الأسرى والمحتجزين محل اهتمام القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف باعتبار أن إنهاء الملف ينبع من منطلقات وثوابت إنسانية راسخة.

واختتم وفد سعودي الخميس محادثات سلام في صنعاء مع جماعة الحوثي، التي قال كبير مفاوضيها إن المحادثات أحرزت تقدما وإن مزيدا من المناقشات ستجري لتسوية الخلافات المتبقية. ويسعى الوفد السعودي إلى التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بهدف إنهاء تدخل المملكة العسكري في الحرب.

ونقلت وكالة سبأ التي يديرها الحوثيون عن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين قوله السبت إن جولة أخرى من المحادثات ستجري بعد عطلة عيد الفطر.

واتفق طرفا الصراع في مفاوضات جرت في سويسرا الشهر الماضي على إطلاق سراح 887 أسيرا والاجتماع مرة أخرى في مايو لبحث الإفراج عن المزيد.

وكان المفاوضون يأملون في التوصل إلى اتفاق شامل لجميع الأسرى المتبقين خلال تلك المفاوضات، وهي أحدث جولة ضمن سلسلة اجتماعات تمخضت عن إطلاق سراح أسرى في عامي 2022 و2020 بموجب اتفاق بوساطة من الأمم المتحدة يعرف باسم اتفاق ستوكهولم.

ونقلت طائرات تابعة للجنة الدولية الأسرى المفرج عنهم بين ست مدن في اليمن والسعودية على مدى ثلاثة أيام.

وقال فابريزيو كاربوني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر “أي فترة راحة للسكان المنهكين، بما في ذلك من خلال عمليات إطلاق سراح كهذه، هي أمر يجب أن يحظى بالدعم. ولكن الحل السياسي وحده هو الذي سينهي المعاناة باليمن في نهاية المطاف”.

اعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، الأحد، أن عملية تبادل الأسرى مع الحوثيين “تمثل بارقة أمل لسلام شامل” بالبلاد.

وكتب العليمي عبر تويتر “كانت الأيام الثلاثة الماضية سعيدة للشعب اليمني في كل مكان مع خواتم الشهر الفضيل وقرب حلول العيد”.

وأضاف “مئات الأسر التأمت مع أحبائها على أمل أن تمثل هذه الخطوة بارقة أمل على طريق تحقيق السلام الشامل والعادل والمستقبل الذي يستحقه شعبنا”.

وتعهد “بمواصلة العمل للإفراج عن باقي المحتجزين والمحتجزات في سجون الميليشيات بمن فيهم اللواء فيصل رجب (قائد عسكري بالجيش)، ومحمد قحطان (سياسي يمني) وإنهاء معاناتهم التي طال أمدها”.

ويُنظر على نطاق واسع إلى الصراع في اليمن، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وأدى لأزمة غذائية طالت الملايين، على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

وتدخل تحالف تقوده السعودية في اليمن عام 2015 بعد أن أطاح الحوثيون المتحالفون مع إيران بالحكومة من صنعاء عام 2014.

واتفقت الرياض وطهران الشهر الماضي على إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد قطعها في 2016، وهو ما أحيا الآمال في إحراز تقدم في عملية السلام في اليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *