“مراد آغا”.. مسجد تاريخي في ليبيا يقاوم الزمن والحرب

“مراد آغا”.. مسجد تاريخي في ليبيا يقاوم الزمن والحرب

مسجد “مراد آغا”، صرح يعاند عوامل الزمن والحرب في ليبيا، منذ بنائه منتصف القرن الـ16 الميلادي خلال الحقبة العثمانية.

المسجد الواقع في منطقة تاجوراء شرق العاصمة طرابلس لا يزال يعتبر منذ قرون أحد أهم وأعرق المساجد في ليبيا، رغم الدمار الذي لحق بالبلاد خلال سنوات الحرب.

يقف المسجد شامخا منذ نحو 5 قرون، حاملا اسم مراد آغا، أول ولاة الدولة العثمانية على ليبيا، الذي حكم خلال الفترة من 1551 إلى 1553 ميلادية.

عام 1521، جرى التخطيط للمبنى ليكون قلعة تُستخدم لأغراض عسكرية، ليحوله الوالي مراد آغا مسجدا بعد القضاء على التهديد الإسباني على ليبيا.

ورغم الهجمات المسلحة التي تعرض لها المبنى عام 2013 خلال فترة الاضطرابات الداخلية في ليبيا، فإن المسجد لا يزال قائما يحافظ على طابعه المعماري، إلى جانب استضافته أكبر عدد من المصلين في المنطقة.

> بوجه الغزو الإسباني

بحسب منسق وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) في ليبيا، غياث الدين قره تبه، تعود حكاية بناء مسجد مراد آغا إلى فترة الغزو الإسباني لشمال إفريقيا.

وقال قره تبه لمراسل الأناضول، إن الإسبان وبالتعاون مع الصليبيين بدؤوا شن حملات عسكرية ضد شمال أفريقيا، بعد أن استولوا على آخر إمارة في الأندلس عام 1492.

وأشار قره تبه إلى أن الإسبان احتلوا طرابلس الغرب عام 1510 بعد احتلال المغرب والجزائر خلال هذه الفترة.

و”نتيجة تقدم الإسبان في طرابلس، تراجعت قوات المقاومة المحلية إلى تاجوراء، ليرسل بعدها مجلس أعيان المنطقة وفدا إلى إسطنبول عام 1519 لطلب المساعدة”، وفق قره تبه.

وتابع: “بناء على ذلك، جهز السلطان العثماني سليمان القانوني 6 آلاف عسكري من القوات البحرية بقيادة مراد آغا، أحد أبرز آغوات القصر السلطاني في إسطنبول، وأرسلهم إلى طرابلس عام 1520 لتحريرها من السيطرة الإسبانية”.

قره تبه ذكر أن “مراد آغا شرع عام 1521 ببناء قلعة كبيرة في تاجوراء لحماية المدنيين الذين لجؤوا إلى المنطقة من طرابلس، وبالفعل، تمكن من خلالها من صد هجمات الإسبان وحماية المدنيين”.

وقال: “نتيجة للجهود التي بذلها في حماية المدنيين ودحر الإسبان والتخلص من خطرهم، عين السلطان مراد آغا أول والٍ على طرابلس، وعام 1535 حول الأخير القلعة إلى مسجد.

ولفت قره تبه إلى أن مراد آغا توفي عام 1556، ودُفن جثمانه في باحة المسجد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *