متاحف ليبيا :ثروة جمالية تعكس عمق البعد الحضاري والتاريخي
طرابلس: يصادف 18 مايو من كل عام اليوم العالمي للمتاحف، ويحتفى باليوم العالمي للمتاحف كل عام، وبحسب مجلس المتاحف فإن الغاية من هذه المناسبة هي إتاحة الفرصة لذوي الاختصاص بالمتاحف من التواصل مع الناس، وتنبههم للتحديات التي تواجه المتاحف إذا ما أصبحت مؤسسات في خدمة المجتمع وفي تطوره.
تعد المتاحف واجهة البلاد الثقافية والحضارية، كما ان دورها كبير في التنمية الفكرية والاقتصادية، ومن أبرز الأماكن التي يتم إنشائها من أجل أهدافٍ محددة، حيث يتم فيها تجميع وحفظ التراث الإنساني القديم، والأشياء التي تمثل القيمة التاريخية والفنية والعلمية، وإجراء البحوث المختلفة عنها وتطويرها، وتتنوع المتاحف ما بين المتاحف العلمية والتاريخية، وتصنف إلى متاحف فنية، متاحف أطفال، ومتاحف عسكرية، ومعارض فنية، ومتاحف التاريخ الطبيعي، ومتاحف أثرية، ومتاحف متخصصة، ومتاحف تاريخية، ومتاحف علمية، ومتاحف فلكية، ومتاحف مفتوحة، لها العديد من الفوائد والأغراض التي اكسبتها الأهمية الكبيرة باعتبارها مؤسسات علمية وتربوية وتثقيفية، وخاصة في الاطلاع على الحضارات الغابرة والقديمة، ويولي القائمون عليها بالغ الاهتمام والعناية بموجوداتها، كما يحافظون على نظافتها وعلى التحف والأغراض فيها من السرقة والتخريب، التي في أغلب الأحيان تكون نادرةً وقديمةً جداً، وتمثل المتاحف والمواقع الأثرية في ليبيا حضارة و تاريخ البلاد وتشكل مرجعية مهمة للجيل الجديد لمعرفة ماضيهم.
وتحدد لجنة استشارية من مجلس المتاحف العالمي موضوعا معينا لهذه المناسبة في كل عام، والاحتفال بهذا اليوم العالمي، الذي يشكل إحدى أهم الركائز الأساسية للحفاظ على الذاكرة الجماعية والتنوع الثقافي والحضاري، يرجع إلى عام 1977م حيث صادق الجمع العام ال 12 للمجلس العالمي للمتاحف الذي انعقد بموسكو على تخليد هذا اليوم من أجل إثارة انتباه الرأي العام الدولي إلى أهمية المؤسسات المتحفية باعتبارها مؤسسات تربوية وتثقيفية.
وتحتفل ليبيا اليوم الخميس 18 مايو باليوم العالمي للمتاحف، الذي يعد مناسبة للتأكيد على ضرورة الاهتمام بالتراث والتعريف به وبكيفية النهوض بهذا الموروث الثقافي والحضاري الإنساني، فالمتاحف الليبية هي الوجهة المثالية لاستكشاف تراث ليبيا والتعرَّف على تاريخ ليبيا الزاخر بالأحداث الهامة التي شكلت حاضرها.
وتضم المتاحف الليبية نحو 27 متحفا، من بينها هذه المتاحف الهامة:
متحف مدينة بنغازي:
يعد هذا المتحف أول متحف تم أنشاؤه في ليبيا عام 1912م، وهو متحف صغير عرضت بداخله وقتها مجموعة من الآثار التي عثر عليها وتمثلت في منحوتات وشواهد قبور من منطقة الصابري، إضافة لمنطقة سيدي حسين، والسلماني، وأغلبها يمثل تاريخ المدينة منذ تأسيس يوسبريدس ثم برنيكي التي استمرت حتى العصر الإسلامي، كذلك ضم المتحف لاحقا مجموعة آثار ومنحوتات عثر عليها بمدينة قوريني الأثرية قبل إنشاء متحفها الخاص، وأصبح المتحف الرئيسي في شرق ليبيا إلى بداية الثلاثينيات.
في عام 2007م تم هدم مبنى مراقبة آثار بنغازي والمتحف الملحق بها في اطار خطة تطويرية لمنطقة سيدى خريبيش رغم الاصوات الغاضبة والمحتجة في بنغازي، كما هو الحال هذه الأيام.
مجمع متاحف السراي الحمراء بمدينة طرابلس:
يعد هذا المتحف من أضخم وأحدث المتاحف الموجودة في ليبيا والوطن العربي، وقد بني في شارع استحدثه الإيطاليون داخل السراي الحمراء بتصميم اعد خصيصا لمتحف، وقد أشرفت على بنائه وتجهيزه منظمة UNESCO وافتتح في 10 سبتمبر 1988م، وجمع في داخله متاحف السراي الحمراء التي تكونت من المتحف الكلاسيكي (1919م – 1937م)، ومتحف ما قبل التاريخ (1952م)، ومتحف الأزياء والعادات (1953م)، ومتحف الجهاد الوطني (1970م)، ومتحف التاريخ الطبيعي (1936م)، ومتحف النقوش الكتابية (1952م)، إضافة إلى ذلك مجموعة من اللقى والآثار من اغلب المدن والمواقع الأثرية في ليبيا والتي تعبر عن التاريخ الحضاري للشعب الليبي، لتحقيق الهدف الذي أنشيء من اجله هذا المتحف ليكون شاهدا على حضارة الإنسان الليبي عبر العصور حتى العصر الحديث.
وقد قسم المتحف إلى أجنحة وصالات وفقا للتسلسل التاريخي، فهناك جناح لما قبل التاريخ، وآخر لفترة القبائل الليبية يليها التراث الليبي في العصر الكنعاني ثم العصر الإغريقي فالروماني والبيزنطي، وهناك جناح خاص للحلي والمسكوكات، ثم الاثار الإسلامية، وأيضا متحف التاريخ الطبيعي. وجدير بالذكر أن المتحف أعيدت له التسمية القديمة، ويطلق عليه الآن مجمع متاحف السراي الحمراء.
متحف الحمامات بمدينة قوريني:
متحف صغير أقيم في حجرة خلع الملابس بحمامات تراجان لعرض مجموعة من المنحوتات عثر عليها أثناء حفائر الحمامات لعل أهمها تماثيل الحسناوات الثلاث وتمثال الاسكندر الأكبر.
متحف النحت بمدينة قوريني:
أعيد افتتاح هذا المتحف عام1945م، وكان يشغل مكان مبنى إيطالي يتكون من عدة قاعات خصصت لعرض المنحوتات التي عثر عليها في حفائر المدينة، من بينها مجموعة رائعة من التماثيل الرومانية المنسوخة عن أصول إغريقية، وعرضت به مجموعة من النقوش التاريخية مثل وصية بطليموس، وقرارات أغسطس وغيرها، إضافة إلى عينات من المسكوكات الإغريقية والرومانية والإسلامية.
متحف القيقب:
يختص المتحف بالتاريخ الطبيعي من أحياء وجيولوجيا لإقليم الجبل الأخضر، كما يختص بالعادات والتقاليد والأزياء إضافة إلي معروضات ترتبط بفترة جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي، تتوزع المعروضات علي أروقة وحجرات القلعة.
ويضم الجناح الأيمن من المتحف التاريخ الطبيعي التي تحتوي على صخور وأحفوريات ونباتات متحجرة تمثل مادة علمية بالغة الأهمية لدارسي تاريخ المنطقة الجيولوجي، كما من معروضات المتحف عدد من الحيوانات المحنطة تلك التي استوطنت الجبل الأخضر، منها ما هو منقرض أو مهدد بالانقراض كالفهد والضبع والشيهم وغزال الريم، أما جناح المقتنيات الشعبية الذي يضم محفظة عمر المختار، وأدوات منزلية وأزياء شعبيـــة وأدوات الزراعية والصيد، حيث تقبع هذه المعروضات القيمة داخل المتحف.
متحف قصر ليبيا:
يقع هذا المتحف بمنطقة قصر ليبيا التي تقع شرق من مدينة البيضاء، وافتتح رسميا في 18 ابريل 1972م، وخصص لعرض الأرضيات الفسيفسائية التي كشف عنها في الكنيسة الشرقية التي لا تبعد كثيرا عن المتحف ، وتعد الفسيفساء المعروضة اجمل ما عثر عليه من فسيفساء في ليبيا في العصر البيزنطي.
متحف طلميثة:
يوجد في بلدة طلميثة أو بتوليمايس التاريخية في الجبل الأخضر، مبنى المتحف كان في الأساس مخزنا لميناء طلميثة في فترة الحكم الإيطالي، ثم تم استعماله كمتحف قبل الحرب العالمية الثانية، ثم أعيد افتتاحه في العام 1952م وحسب رئيس بعثة الحفريات البولندية في طلميثة فترجع أهمية موقع طلميثة كونه يمثل (أثر رحلة الإنسانية عامة)، زار المتحف في العام 2007م نحو 10.000 سائح معظمهم من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
رغم كونه صغير المساحة، إلا أنه يحتوي مجموعة من القطع الأثرية النادرة تقدر بنحو 150 قطعة، بينها مرسوم يعود للعام 301 ميلادي، تم نقشه باللغة اللاتينية أصدره الإمبراطور دقلديانوس يحدد أسعار السلع والبضائع في للإمبراطورية. كما يضم المتحف مجموعة مميزة من التماثيل بينها تمثال للإله ديونسيوس إله الخمر عثر عليه بقصر الأعمدة في بطولوميس، وتمثال لآلهة الحكمة الليبية القديمة ميدوسا، وتمثال لديانا آلهة الصيد عند الرومان وتمثال للملكة كليوبترا الأولى زوجة بطليموس الخامس.
متحف توكرة الأثري:
يعرض المتحف محتويات وآثار عثر عليها في المدينة وما جاورها في أوائل القرن العشرين عبر عالم الآثار الإيطالي بيشي، وبعثة جامعة مانشستر والجيش البريطاني في منتصف القرن العشرين إضافة إلى بعثة أثرية من جامعة بنغازي في السبعينيات، تلك البعثة التي أسفرت عن الكشف عن بقايا كنيسة تتكون أرضية صحنها من الفسيفساء على هيئة سجادة مستطيلة تصور مشاهد للحياة اليومية وزخارف متنوعة.
متحف لبدة الكبرى الأثري:
يرجع وجود متحف في هذه المدينة إلى عام 1927م،وبسبب ضيق المتحف القديم، وكثرة المكتشفات الأثرية اصبح المتحف غير كاف لعرض التاريخ الحضاري لمدينة لبدة عبر العصور لذا ظهرت الحاجة الماسة لإنشاء متحف جديد يستوعب تلك المعروضات، ويخطط وفقا لمتطلبات المتاحف الحديثة، وعرض بهذا المتحف، مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية تمثل في تسلسل تاريخي للأدوار الحضارية التي مرت بها مدينة لبدة الكبرى منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، أبرزت تلك المعروضات الحياة السياسية والاقتصادية والدينية والترفيهية واليومية لهذه المدينة.
متحف بني وليد الأثري:
متحف للآثار يقع في مدينة بني وليد، يعرض مجموعة من آثار المنطقة بما فيها مناطق قرزة، أم العجرم، وادي بن غلبون (شمال بني وليد)، خنافس ومقدال، مكون من 12 قاعة كبيرة تعرض كل منها آثار تعود لفترة أو مجموعة محددة وان كان أغلبها يرجع للقرنين الثالث والرابع الميلادي، إضافة لقطع ترجع للعصرين البونيقي والروماني جلبت من طرابلس ولبدة.
المتحف الوطني بمدينة طبرق:
المتحف الوطني طبرق يقع وسط مدينة طبرق ويحتوي على بعض الأشياء الأثرية، والمصنوعات اليدوية الشعبية وبعض البقايا الحربية من مخلفات الحرب العالمية الثانية.
متحف جنزور:
يقع متحف جنزور في بلدة جنزور غرب طرابلس، موجود على بقايا مقبرة قديمة يرجع تاريخها بين القرنين الأول والرابع الميلادي اكتشفت عن طريق الصدفة عام 1958م.
المقابر في المتحف مقسمة إلى ثلاثة أقسام: المقابر البونيقية وهي أقدمها وتعود إلى القرن الأول الميلادي، المقابر الرومانية البونيقية وتعود إلى التنصف الثاني من القرن الثاني الميلادي والمقابر الرومانية المتأخرة وتعود إلى القرنين الثالث والرابع الميلادي.
المقابر في المتحف مقسمة إلى ثلاثة أقسام: المقابر البونيقية وهي أقدمها وتعود إلى القرن الأول الميلادي، المقابر الرومانية البونيقية وتعود إلى التنصف الثاني من القرن الثاني الميلادي والمقابر الرومانية المتأخرة وتعود إلى القرنين الثالث والرابع الميلادي.
وتحتوي المقابر على مجموعة من الرسوم الزيتية والصور تحوي ملائكة قديمة وحيوانات ومشاهد لعمليات صيد.
يعرض بعض الآثار التي تم العثور عليها في المقابر داخل خزائن عرض زجاجية وهي عبارة عن أوان وجرار متعددة الأحجام والاستخدامات وقطع من الفخار وأخرى صنعت من الصلصال وجرار صنعت من الزجاج، إضافة لبقايا بشرية من العظام التي خلفت بعد عمليات حرق الموتى.
كذلك يعرض مرايا من البرونز وأدوات تجميل واكسسوارات خاصة بالتزيين ومصابيح إضاءة زيتية، وكذلك جرار تزيين كبيرة استخدمت في تخزين الزيت والنبيذ والمياه وأدوات الطبخ والمائدة.
المتحف البونيقي بصبراتة:
هو متحف صغير يتكون من قاعتين فقط، ولا يبعد كثيرا عن المتحف السابق، وقد افتتح خلال عام 1985م، وكانت اغلب معروضاته تعرض في متحف صبراتة الكلاسيكي، والغاية من إنشائه إبراز التراث الفينيقي في هذه المدينة، وتمثلت المعروضات في مجموعة من التماثيل وشواهد القبور البونيقية، ومنحوتات بارزة نقلت من الضريح البونيقي، ومقبرة بونيقية بكامل أثاثها الجنائزي من جرار وأواني فخارية مستوردة، إضافة إلى لوحات القرابين النذرية.
متحف جرمة الأثري:
متحف حضارة الجرمنت في مدينة جرمة الأثرية بالجنوب الليبي، افتتح عام 1969م وأعيد توسيعه العام 1970م حيث افتتح بعدها بعام، أعيد تأسيسه في العام 1989م، يصنف المتحف بأنه إقليمي أي يضم محتويات تاريخية من المنطقة التي يتواجد بها يحتوي مجموعة من الرسومات والنقوش التي رسمها الإنسان القديم في ليبيا، إضافة إلى أحجار يعود تاريخها لفترة ما قبل التاريخ. يتكون المتحف من خمسة صالات هي صالة معروضات مراحل ما قبل التاريخ، صالة آثار العصور الجرمنتية، صالة آثار العصور الإسلامية، صالة المقتنيات الشعبية الخاصة بمنطقة الجنوب، كما يحتوي المتحف على مومياوات تعود إلى نحو 2300 عام خلت، ويصل عدد السياح الذين يزورون هذا المتحف إلى نحو 110,000 سائح في كل موسم، ويتضاعف عددهم عند إضافة من يقومون بزيارة المدينة القديمة في جرمة، وجبال أكاكوس والسياحة الصحراوية.
المومياء السوداء وان موهى جاج Uan Muhuggiag التي عثر عليها في العام 1958م، تم اكتشافها من قبل عالم الأثار الإيطالي Fabrizio Mori رئيس بعثة جامعة روما الثالثة، أثناء عمليات تنقيب في كهف صخري صغير في وادي (تشوينت) في سلسلة جبال أكاكوس جنوب مدينة غات بالجنوب الغربي لليبيا، في محيط منطقة امساك (منطقة في وادي برجوج وبها نحوت صخرية لآثار ما قبل التاريخ) في مدينة جرمة التي تبعد عن حقل الفيل بــ 181كم، وجنوب أوباري بــ 160 كم، المومياء عمرها 9 سنوات، وهي في وضع جنيني، مغطاة بشجر التباريت الذي كان يستعمل في التحنيط، وقد عاشت في حوالي العام 300 قبل الميلاد، وهي أقدم مومياء محنطة في التاريخ، أي قبل أن يبدأ الفراعنة التحنيط بألف سنة، وأكد العلماء بأن التحنيط لم يبدا في مصر وانما بدا في ليبيا، (وان موهى جاج) بالتحديد هو اول من قام بالتحنيط ثم توزعوا نحو الشمال والجنوب ونحو النيل بعد أن حصل تغيير مفاجئ للمناخ في الصحراء الليبية.
متحف الاثري الصغير:
متحف مخصص للأطفال، افتتح مساء يوم الأثنين 19 مايو 2016م، ليروي طبيعة الحياة التاريخية ومميزاتها وشكل البيئة وما تشتمل عليه من نباتات وحيوانات وطيور وحشرات ووسائل معيشية حرص فريق العمل علي تواجدها لتجعل من زائره يتابع الحقب التاريخية في انتقال سلس حتى يصل للعصر الحديث في رحلة شيقة، وبين كل المعروضات يقف الزائر أمام غرف زجاجية تحوي نماذج للحيوانات المنقرضة التي تواجدت في البيئة الليبية خلال العصور الماضية كالديناصور وبعض من الحيوانات الأخرى والطيور.
متحف ومعرض جادو للتراث والفنون بمدينة بنغازي:
أسسه الراحل محمد بودجاجة رحمه الله ويعتبر أول متحف أنتوغرافي خاص في ليبيا وافريقيا، حيث تأسس في العام 1976م، أي قبل متحف دار بن غازي في مدينة سلا المغربية بعشرين سنة، لكنه اصبح في زنقة لاطمة، بعد ان تم إلغاء متحف ومعرض جادو للتراث والفنون من الوجود تماماً، وتم العبث بمحتوياته بكاملها، أثناء وجود مؤسسه داخل السجن في العهد السابق تكريماً لما بذله من جهد لجمع تراث الشعب الليبي والتعريف بمآثره، وغادر بو دجاجّة هذه الحياة التي كان يمني النفس بمستقبل أفضل، لكن راح هذا الحلم، بالرغم من جهده الإبداعي الذاتي طيلة عقود متواصلة قدم خلالها عدة معارض ومبادرات تهدف إلى إعادة بناء الإنسان الليبي وتنمية قدراته.